تاريخ النشر: 01/01/2002
الناشر: دار الصفوة
نبذة نيل وفرات:التجسيد مبدأ فني مهم للمسرح "وهو حقيقة العمل المسرحي"، كما أن "جمال المسرح يتركز في العرض أمام الناس، وليس تخيل هذا العرض على نحو من الأنحاء (في الذهن مثلاً أو بالقراءة في كتاب)"، وبعيداً عن تخيل النص الذي بين أيدينا يلاحظ أن الكاتب "الشيخ يوسف عمرو" في مسرحيته "دعبل ...بن علي الخزاعي" يقدم نصاً تاريخياً لأهم المراحل من حياة دعبل الخزاعي، ويركز في مسرحيته على أمرين هامين: أولهما: علاقة دعبل بن علي بالسلطات الحاكمة والسلطان، في فترات متقطعة من حياته. ثانيهما: علاقته بالإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام.
وقد صور الكاتب بأسلوبه اللطيف السهل علاقة دعبل الساخرة بالحكام ومن يحيط بهم، فركز على الهجاء الذي صبّه دعبل فوق رؤوسهم، كما نجح في تصوير الحزن الذي وسم علاقته بالأئمة، وحزنه لمصابهم، وتضمين رثائه المجسد للألم التاريخي الذي رافق مسيرتهم، وخاصة أشعاره في ملحمة الطفّ واقعة كربلاء.نبذة المؤلف:تتألف هذه المسرحية من ثلاثة فصول، حول بطل المسرحية وحياته الزاخرة بالعطاء الأدبي، وسخريته من ملوك بني العباس، وحملة لخشبته أربعين سنة على ظهره رجاء أن يجد أحداً يصلبه عليها فلم يجد من يجرؤ على ذلك. مع ثلاثة ملاحق. الملحق الأول مأخوذ من الفصل الثالث من كتاب "روح التشيع" للشيخ عبد الله نعمه، رئيس المحكمة الشرعية الجعفرية العليا السابق في لبنان، وفيه دراسات مختصرة عن أربعة من أئمة أهل البيت عليهم السلام، عاصرهم الشاعر الخزاعي ساخر العصر العباسي للأستاذ رامي كنعان. والملحق الثالث وهو عن مصادر المسرحية والملحقين الآنفي الذكر..
والإبداع عند المصنف في هذا الكتاب يظهر في تصويره للتناقضات في شخصية الشاعر الخزاعي أجمل تصوير، فشخصية دعبل شخصية موالية لآل بيت رسول الله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، كافرة بالدعوة العباسية ومظاهرها الفارغة، وبملوكها المتوحشين برداء الخلافة.. ومحبة للنساء وللغزل بهن، وللتصدي لهن بأعذب الأبيات التي لم يسبق إليها أحد، كارهة للواط، ولقوم لوط الذين تصدروا مقام القضاء والزعامة في دولة بني العباس.. ومحبة للعدل والاستقامة، وكارهة للظلم والرشوة والفساد. كما أن المصنف صور عصر المأمون العباسي وشخصيته، وشخصية الإمام علي بن موسى الإمام الرضا عليهما السلام أجمل تصوير على لسان الشاعر الخزاعي وأبطال المسرحية. وخلاصة القول: إن الشيخ عمرو أعطى القارئ لهذه المسرحية نظرة أخرى عن شخصية دعبل، مغايرة لشخصية الحطيئة المشهورة بالسخرية والهجاء، والتي كان القارئ يتمثلها متقمصة لشخصية شاعرنا الخزاعي الكبير، حيث نقرأ في هذه المسرحية شخصية الثائر على الظلم والظالمين في عصره، والمثل الذي يقتدى عند الشعراء. إقرأ المزيد