تاريخ النشر: 01/05/2005
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:"يا ليل قد ضيعت دربي، وملأت بالأحزان قلبي، الضوء مشنوق الشعاع، كأنه من بعض حبي، والخطو مشدود إليك، مقيد بظلام سحبي أعوام بؤس عشتها، أمضي على أشلاء درب، أرنو إلى الأمل المطل، يجف باليأس الملبي، يا ليل رفقاً بالشريد، فكم سعى في كل شعب، يمضي يسائل نفسه، من ذا ...كون أنا وشعبي، النور يلفظني وألجأ، للظلام كطيف كلب، والساهرون مع النجوم، يتمتمون بزيف حدب، هي رحلة الأمس البعيد، أسيرها في كل صوب، لا البؤس يشفع في ظلام، الصمت لا المجهول ينبي، وأظل ممطوط الشفاه، أعود من كرب لكرب، متقطع الأنفاس ألهث، والغبار يمل ثوبي، ماذا حصدت سوى السراب مهوّماً في كل قطب، وحطام آلاف السنين، محملقاً ورماد قلبي، يا ليل هوناً فالظلام، وسحب روحي فوق سحب، كم ذا مضى الليل الثقيل، وكم مضى من قبل شعبي، يمشون في كل الدروس، يتمتمون بكل غيب، ناموا على الأوهام، والأحلام مشرعة لقلبي".نبذة الناشر:هذه المجموعة من القصائد مسكونة بالهم القومي بالدرجة الأولى. وهي في هذا شهادة على أن إلحاح هذا الهم على الشاعر العربي المعاصر أقوى من أي هم آخر. لقد جردتنا الأحداث، التي رافقت النكبة الفلسطينية وما تلاها، من القدرة على قول أي شيء آخر يتسم بالصدق والأصالة، وإذا كان المطلوب من الإنسان العربي، في هذا العصر الرديء، أن ينسى، فإن الشاعر (وهو المفصح عن ضمير الأمة) أن يقاوم الميل إلى النسيان.
والشاعر، في هذه المجموعة، تملأه المرارة، لأن التاريخ العربي بعد النكبة مليء بالمرارة، وهو في هذا يقدم لنا التاريخ المركز الذي يخلو من الأسماء والتواريخ المحددة، ولكنه التاريخ الذي يحس كل فرد منا بأنه تاريخه هو، وهو كثيراً ما يلجأ إلى السخرية في تصويره لهذه الحقبة من الزمن، لأن السخرية باتت من أقوى الأسلحة للتعامل مع عالم يقف على رأسه ويفكر ببساطيره وأساطيله.
وما أكثر ما يلجأ الشاعر، في هذه المجموعة، إلى العبارات والصور الجارحة، لأنه شاعر مجروح يدمى قلبه أسي لما آل إليه حال الأمة. ولكنه، في خضم كل هذه المآسي والنكبات، يرى ضوءاً في آخر النفق، يرى إرادة ترفق أن تستسلم، وذاكرة ترفض أن يصيبها الخدر، ورمزه لها هو هذا الفتى الفلسطيني الصامد الذي يقف أمام الدبابة ومعه الحجر. إقرأ المزيد