تاريخ النشر: 01/01/1985
الناشر: دار الغرب الإسلامي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:في 23 يوليو 1904 حكمت المحكمة الابتدائية بتونس على الشيخ عبد العزيز الثعالبي بالسجن مدة شهرين للتهمة الموجهة ضده.
وما إن غادر السجن حتى فكر في تأليف كتاب للرد على خصومه من رجال الدين "الناقمين على التطور" -حسب تعبير الشيخ محمد الفاضل بن عاشور- وإظهار الدين الإسلامي الحنيف في مظهر ...الدين المقام على أسس الحرية والعدالة والتسامح.
ولم يكن من الممكن آنذاك نشر ذلك الكتاب باللغة العربية بتونس، خاصة وأن خصوم المؤلف ما زالوا يتربصون به الدوائر، فقرر إصداره باللغة الفرنسية بباريس، اتقاءً لشرهم، وبما أنه كان يجهل تلك اللغة، فقد اعتمد في نقل تأليفه إلى الفرنسية على صديقيه المحامي سيزار بن عطاء والهادي السبعي المترجم السابق بالمحكمة الابتدائية بتونس.
ورغم أن كتاب "روح التحرر في القرآن" قد صدر في سنة 1905 بباريس يحمل اسم ثلاثة مؤلفين هم على التوالي: سيزار بن عطاء والهادي السبعي وعبد العزيز الثعالبي، فالغالب على الظن -حسب الوثائق التاريخية المتوفرة لدينا- أن الشيخ الثعالبي هو الذي حرر النص العربي للكتاب ونقله إلى اللغة الفرنسية المترجم الهادي السبعي وأعاد صياغة النص الفرنسي المحامي ابن عطار الذي كان يجهل اللغة العربية.
وإذا ما عدنا لممضون هذا الكتاب نجد أنه يتضمن كثيراً من الأفكار الإصلاحية التي كانت رائجة في ذلك العصر ولاسيما المتعلقة منها بتحرير المرأة المسلمة ومقاومة البدع والتمسك بالكتاب والسنة.
فقد دعا إلى تخليص العقيدة الإسلامية مما اختلط بها من باطل مناف لروح التوحيد الخالص كالتقرب للمنتسبين للصلاح وعبادة الزوايا والأضرحة والخضوع لأصحاب الكرامات. وهو يشبه إلى حد كبير زعماء الإصلاح الديني الذين سبقوه أو عاصروه كالشيخ محمد بن عبد الوهاب وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا الذين كانوا يدعون إلى الرجوع إلى الأصول الأولى للإسلام وتخليص الدين الإسلامي مما علق به من خرافات وأوهام.
هذا ورغم أن بعض النظريات الدينية الواردة في الكتاب بحاجة إلى المراجعة، إذ هي آراء اندفع المؤلف في تيارها وهو في عنفوان الشباب، ورغم أن الشيخ الثعالبي قد عدل تفكيره فيما بعد، بفضل ما اكتسبه من تجربة سواء بتونس أو بالخارج، رغم كل ذلك فإن الكتاب يبقى مفيداً لأنه يلقي بعض الأضواء على ما كان يخالج الشباب المسلم في مطلع القرن العشرين من الميلاد، من أفكار ترمي إلى النهوض بالأمة الإسلامية وتأسيس الحياة الاجتماعية والدينية على أسس أصول الإسلام الأولى وتخليص العقيدة مما علق بها من خرافات وأوهام وإقامة الدليل على أن الإسلام في شكله الصحيح لا يتنافى مع المدنية الحديثة.
وبناءً على كل ما تقدم وبالنظر لأهمية هذا الكتاب فقد رأى "حمادي الساحلي" أنه لمن الفائدة بمكان إرجاع الكتاب إلى أصله العربي وذلك بعد مرور زهاء الثمانين سنة على صدوره باللغة الفرنسية. ولقد حرص على تعريب الكتاب بجميع تعاليقه، مضيفاً إليها بعض الهوامش الأخرى. إقرأ المزيد