الواردات الأويسية على الحكم العطائية
(0)    
المرتبة: 51,159
تاريخ النشر: 01/12/2004
الناشر: بيسان للنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:إن من أظهر خصائص هذه الأمة المرحومة المرعية كونها أمة تربوية قامت على تكميل النفس بالفضائل وتحليتها بمستجاد الشيم ومستحسن الأخلاق. زد على ذلك أنها أمة موصولة بالله، فمن أكبر مقاصدها وأجل أغراضها أن يقبل الجميع على الله تعالى، بدءاً من الفرد في خاصة نفسه، وانتهاء بالأمة في جملتها، ...بل والكون كله إن تيسر.
فإذا علم أن الأمة في تشريعها وفقهها وكل نواحيها قامت على تحقيق الصلة بالله، وذلك بلا شك أمر كلي يتحقق بتحقق أفراده، فلا بد من مخاطبة كل فرد بما يزيل عن نفسه الغشاوة، ويهتك حجب الغفلة، ويبصرها بمقصودها وهو الله سبحانه.
ولعلك تعرف أن هذا المعنى من أكبر خصائص هوية الأمة المسلمة، وأبرز الملامح التي تشكل أولوياتها ومقاصدها.
ولذلك فإن الحضارات الأخرى والأمم التي تشاركنا الوجود لما أن خلت من مثل ذلك التوجه وهذه الآليات صارت خاوية، لا مضمون لها.
أما عن الكتب والمرجعيات التي تشتمل على تفصيل أساليب أمتنا في تربية النفس ووصلها بالله تعالى فلا تنحصر، لأن هذا المقصد واضح في ذهن كل عالم مسلم مهما كان توجهه ومهما كان علمه الذي برع فيه.
وما زال كتاب الحكم للإمام الجليل أبي الفضل أحمد بن عطاء الله السكندري من أبرز الكتابات التي تمحضت لهذا الغرض، ويممت شطر هذا المقصد.
فأفاض في كيفية رياضة النفس بآداب الشريعة المطهرة، ومبادئ التأدب مع الله تعالى، والحث على لوقوف بكامل التجرد عند ورود الواردات الإلهية والحض على تفهم الفيوضات القدسية التي يخص الله بها أحبته من خلقه وأصفيائه من عباده.
والكتاب الذي نقدمه إليك اليوم تعليقات على الحكم العطائية بسقت من دوحتها، واغترفت من معينها، وتقفت خطاها، وشرحت أو أومأت إلى شرح معناها. نقدمه إلى كل قارئ مسلم راغب في التحرر من أغلال النفس والالتحاق بركب السائرين إلى الله على نور في الله. إقرأ المزيد