تاريخ النشر: 01/02/2005
الناشر: دار اليمامة للطباعة والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:إذا أردنا أن نمضي مع تربية الشباب في ضوء القرآن الكريم، والسنة الغراء، لا بد لنا من أن نجول في كتب اللغة حتى نعرف مدلول كلمتي التربية، والشباب، حيث إن معرفة معاني ذلك يذلل أمامنا كثيراً من الصعاب.
وقد حفلت كتب اللغة القديم منها والحديث في الحديث عن معنى التربية، ...وعلاقتها بغيرها من المفاهيم. ومن "لسام العرب" نستنطق معنى التربية التي أفاض ابن منظور في الحديث عنها تحت مادة: "ربب"، وها نحن أولاء نقتطف من هذه المادة ما يخدم العمل في هذا الكتاب.
يقول ابن منظور ما خلاصته: "الرب: هو الله عز وجل، هو رب كل شيء أي مالكه، وله الربوبية على جميع الخلق، وهو رب الأرباب، ولا يقال الرب في غير الله، إلا بالإضافة.
ورب كل شيء: مالكه ومستحقه. والرب: يطلق في اللغة على المالك، والسيد، والمدبر، والمربي، والقيم، والمنعم. ورب ولده بمعنى رباه..".
ونجد في كتاب "الكليات" لأبي البقاء الكفوي من معاني التربية قوله: "الرب: المالك والمصلح والسيد والمعبود، وقد وقع في بعض التفاسير: أن الرب صفة من (ربه) بمعنى رباه تربية...".
ويقول الراغب الأصفهاني: "الرب في الأصل: التربية، وهو إنشاء الشيء حالاً فحالاً إلى حدّ التمام، يقال: ربه، ورباه، ورببه",
نخلص من هذه التعريفات المتنوعة إلى أن التربية تعني في اللغة: الازدياد والنمو، أو التنشئة.
أما التربية بالمفهوم الشرعي: فهي إصلاح النفس الإنسانية، وتعهدها بتنمية جوانبها الروحية والعقلية والجسمية، وبناؤها على أسس صحيحة إلى حد الكمال.
وهدف التربية في نظر الإسلام هو بناء المسلم بناءً إيجابياً، وحتى يكون الإنسان عضواً صالحاً في مجتمعه. لأن الإسلام يسعى لكي يجعل من المؤمن إنساناً يصلح في الأرض، ويعمرها وفق منهج محدد رسمه له.
أما معنى الشباب، فقد توسعت فيه كتب اللغة، ومنها "لسان العرب"، قال ابن منظور: "شبب: الشباب: الفتاء والحداثة. شب يشب شباباً وشبيبة... والشباب: جمع شاب، وكذلك الشبّان... ومررت برجال شببة أي شبان...".
ومعنى الشباب: من كان في سن الشباب، وهو القوة والفتوة والجمال وعدم الحلم.
والشاب الناشئ في طاعة الله يستحق التكريم من الله، فقد جاء في الحديث الصحيح في شأن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظلّ إلا ظله: "شاب نشأ في عبادة الله..".
يعني: شبّ وترعرع في عبادة الله وطاعته. ولا شك في أن الشباب هم أمل الأمة، وهم رجالها وعمادها، وقد حرص الإسلام حرصاً شديداً على تربية الشباب على مائدة الفضيلة، وشد على أيدي المسؤولين أن يولوهم العناية، لأنهم بناة المستقبل، وقد مدح الله عز وجل الشباب المؤمنين، والفتية الكرام فقال: "نحن نقص عليم نبأهم بالحق، إنهم فتية أمنوا بربهم وزدنهم هدى".
ومما سبق نعلم أن تربية الشباب مهمة كبيرة، إذ نحرص على تعليمهم وتقويمهم وتأديبهم بأدب القرآن الكريم والسنة المطهرة، لأن إهمال تربية الناشئة والشباب تعود بالخسران على الآباء وعلى المجتمع بأكمله.
انطلاقاً من هنا ولأهمية دور الشباب في بناء المجتمع جاء هذا الكتاب والذي يهدف إلى رسم المنهج القويم لتربية الشباب في ضوء القرآن والسنة والأدب والمعرفة لتتوضح الصورة، كما ويهدف لتقديم درس مفيدة للشباب من القديم والحديث، وذلك عبر عرض أمثلة وتوضيحات مفيدة مستقاة من القرآن الكريم وعلومه، ومن السيرة النبوية وحياة الصحابة والسلف الصالح، وحياة العلماء والأطباء، والمفكرين، والأدباء وذوي التجارب من القدماء والمحدثين.
هذا وقد جعل هذا الكتاب في عشرة أبواب شملت معظم جوانب مشكلات الشباب وما يهمهم في هذا العصر، وفيما يلي ذكر لعناوين هذه الأبواب: التربية القرآنية وأثرها في الشباب، أنبياء شباب من القرآن، صور من التربية النبوية للشباب، أمهات الصحابة وتربية الشباب، وصايا الشباب بين المحبة والعطف، من عقبات الشباب ومشكلاتهم، الداء والدواء، آفات في طريق الشباب، الغزو الثقافي للشباب بين السلب والإيجاب، قطوف أدبية للشباب والشابات، أنفاس شعرية للشباب والشابات. إقرأ المزيد