الأدب الهادف في قصص وروايات غالب حمزة أبو الفرج
تاريخ النشر: 01/12/2004
الناشر: قناديل للتأليف والترجمة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:تحتل القصة، في عصرنا هذا، مكانة بارزة تساهم مساهمة فاعلة في تثقيف الناس اجتماعياً، وعلمياً، ووطنياً، من خلال أسلوب فني شيق قريب من مستوى القارئ الذي تتوجه إليه. ورغم أن البعض يصرّ على اعتبار القصة حديثة النشأة، فإن العودة إلى تاريخ المجتمعات كافة تدل على أنها عرفتها في أشكال ...متعددة شكّل الأدب المحكي فيها حالة ثابتة تمثلت في وجود القصة على أنواعها حيث كان لها وظائفها الهامة على الصعيد العام والتي هدفت إلى التقاء الجماعات وتفاعلها وتوحدها، والهروب من معاناة الحاضر وأزماته، وتعزيز ذاكرة الجماعة ونقل التراث، بالإضافة إلى تفسير بعض ألغاز الكون، مما يشبع حاجة العقول للمعرفة وحاجة النفوس للترقي والمتعة. لذا فقد ساهمت شعوب الحضارات القديمة جميعاً في إغناء التراث القصصي، فكانت الحكايات جزءاً لا يتجزأ من المسار الطويل للتراث القصصي، تستمد مادتها من خيالات الرواة وقصصهم. على أن وجود القصة، على أنواعها، وتأديتها لوظائف هامة منذ القديم لم يعن تبلورها وبيّن تصورات المجتمع وما يعانيه من مشاكل هي أقوى مما كانت عليه سابقاً.
من هنا لأهمية القصة كأدب يأتي هذا البحث لدراسة شكل ومحتوى نماذج من أصيل قصص المملكة العربية السعودية المتمثلة في أدب الروائي غالب حمزة أبو الفرج، وذلك للوقوف على واقعها، في محاولة لرسم إطار عام يمكن أن يشكل مساهمة بسيطة في الدراسات الأكاديمية الأدبية التي سبق بعض الدارسين إليها.
والبحث ينطلق من سؤال هو: هل تحقق قصص وروايات غالب حمزة أبو الفرج أهدافها الاجتماعية والوطنية والسياسية المرسومة لها كما تحقق الشروط الفنية؟ وهل تقدم صورة واضحة، من خلال تقنيات الكتابة عنده، عن المجتمع السعودي الذي يبدو أن التزم التعريف به والتزم أن يكون السيف الحامي المدافع عن كل جميل وأصيل فيه؟ أما حدود البحث فهي: 1-يحدد البحث ضمن إطار قصص وروايات غالب حمزة أبو الفرج: لأهمية القصة والرواية بما تؤديه من وظائف ولأن ما كتب عنها، عربياً، جاء في معظمه، ضمن ما كتب عن الأدب السعودي، فلم تأخذ حظها من الدرس الوافي. ولأن الدراسات السابقة لم تعتمد إبراز الجوانب الاجتماعية في أدب الكاتب، كما لم تبرز الجوانب السياسية والوطنية اللافتة عنده، لذلك سعت الباحثة عبر هذه الدراسة، إلى تحقيق الجانبين الفني والموضوعاتي فيما يشكلانه من أهمية أساسية في تكوين القصة والرواية من الناحيتين الإبداعية والجمالية.
وقد حدد البحث ضمن إطار نماذج قصص وروايات الكاتب، دون إهمال الحديث عن مرحلة القصة عربياً وفي المملكة العربية السعودية. والاعتماد إلى تطبيق منهج (النقد الموضوعاتي) الذي يركز على فكرة أن الأدب هو موضوع تجربة أكثر منه معرفة، وأن هذه التجربة ذات بعد روحي ينتج معنى يؤثر في الحياة.
كما درس المنهج العمل الفني على أساس تفتح متزامن لبنية ما ولفكرة ما تكون مزيجاً من شكل وتجربة يتضامن تكونهما وولادتهما، مما يعني أن الكاتب لا يقول ذاته فحسب، بل هو يبتدعها في استخدام الكلمات، فالأسلوب ليس قضية تقنية، بل رؤية، والعمل الأدبي يستوجب إدراكاً مميزاً للعالم يندمج بالمادة التي يتشكل منها هذا الإدراك.
ونظراً لهذا الفهم العميق للأدب، فإن النقد الموضوعاتي يركز على إبداع الفنان في الحركة التي يقول فيها ذاته ويعبر بها عن نفسه بتجاوزها، مما يؤكد على الإحساس بالمطاوعة الدينامية للأنا، مما يعني أن العمل الأدبي يكون، قبل أن يكون إنتاجاً أو تعبيراً، هو بالنسبة إلى الذات المبدعة، وسيلة للكشف عن الذات من خلال الاهتمام بفعل الوعي عند الكاتب، وتبدو أهمية المنهج الموضوعاتي، أيضاً، من خلال نظرته إلى العمل الأدبي كوحدة كلية، بدءاً بنقطة الارتكاز الضرورية، وهي الموضوع الذي يشكل قرينة متميزة الدلالة في العمل الأدبي عن الوجود في العالم الخاص بالكاتب، مروراً بأنطلوجيا التخيل الذي يضمّ جميع الوظائف النفسية للإنسان، فالمكان والزمان، فالأسلوب-الرؤية. من هنا، فإن اتباع هذا المنهج قد يكون قادراً على تحديد نقاط الإبداع في قصص وروايات غالب حمزة أبو الفرج، مما يساهم في تحقيق هدف البحث. إقرأ المزيد