تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: دار الحكمة
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"وضعت حمدية يدها على ذراع زوجها عائدين إلى غرفتهما في الفندق، في منتهى البهجة والرضى". محمد، حبيبي، أشعر شي واحد ناقص. كل حبايبنا وأصحابنا جبناهم. بس واحد بقي, والله قلبي عليه".
"قولي منو؟". "المشنقجي كوسج أبو عاض لسانه. هذا الرجل خدمنا كثير".
وجه محمد زبيب نظراته إلى السقف، تأمل لبضع ثوان، ...ثم عاد إليها وقال: "حبيبتي هذا صديقنا أبو عاض لسانه ما له مكان هنا في أوربا. أيام المشانق راحت في أوربا. شنو اللي يقدر يسوي مشنقجي هنا بهالبلاد؟ هذا مستقبله في العراق. خليه هناك مرتاح ومعتز بمهنته. أولاده يتعلمون منه هالشغلة ويكون عندهم مستقبل. إذ مو بالعراق بالبلدان المجاورة".
نهض من كرسيه وتوجه نحو الشباك. سحب الستارة وفتح النافذة ليطل بأنظاره بعيداً نحو البحر والأنوار المتألقة على الشاطئ وانعكاساتها على الماء. هنا وهناك جلس العشاق على مصطبات الكورنيش المزخرفة، والرؤوس مندمجة في شغل شاغل من القبل والإقبال، كالطيور في مواسمها من الحب. فجأة احلولك محيا الرجل بغمامة سوداء بعثتها أشباح الذكريات البعيدة وأثارت في صدره التأملات والهواجس. كل ؤلئك الناس الذين تركتهم ورائي، كم من الزمن سيلزمهم ليذوقوا طعم هذه الحياة الحرة الكريمة، هل سيكون جيلاً من الزمن أو جيلين أو ثلاثة أجيال؟ قرناً من السنين أو قرنين أو ثلاثة قرون؟ هل سيفرض عليهم التاريخ أن يستغرقوا نفس المدة الزمنية التي استغرقها هؤلاء والقسوة والدماء؟ رباه، ألا يوجد طريق أقصر لأختزل الزمن هل سيهتدي إلى هذا الطريق؟"نبذة الناشر:خالد القشطيني من الكتاب المتعددي الجوانب، إنه رسام ومصمم مسرحي ومحامي ومترجم وأديب وصحافي وإذاعي ومفكر سياسي، يكتب باللغتين العربية والإنكليزية.
وله في كلتيهما مؤلفات في السياسات والمسرح والقصة والنقد الأدبي. تشتهر مؤخراً بصورة خاصة بمقالاته وقصصه الساخرة، ولا سيما في عموده اليومي في صحيفة الشرق الأوسط.
هذا كاتب يثير الكثير من النقاش فهو يؤمن باللاعنف، أو ما يسميه بالجهاد المدني. يسخر ممن يؤمنون بثبات المبدأ، فهو يرى أن مستجدات العالم الحديث تفرض باستمرار على المفكر أن يراجع أفكاره بشجاعة ولا يتردد في تغييرها أو نبذها، هكذا بدأ حياته الفكرية أولا كثائر ماركسي ثم انتقل إلى الإيمان بالتطور التدريجي والسلكي. وككاتب ساخر، قلما نجئ شيء من قلمه أو سلمت من تجريحه قيمة من القيم المسلم بها,
ولكن ما يكتبه في سار الأحوال متعة للنفوس وغذاء للتفكير. إقرأ المزيد