بن علي ومسيرة التحديث في تونس
(0)    
المرتبة: 125,538
تاريخ النشر: 01/11/2004
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:الكثير منا يتحدث عن الحرية، ولكن علي الصرّاف هو واحد، ربما من قلائل، تثير كلمة الحرية في مآقيهم الدموع.. المسألة عنده لا تتعلق بالضرورة تجربة مبارحة مع اللاحرية، ولكن القلق والحسرة الناجمتين عن طول العيش في المسافة الفاصلة بين تشاؤم العقل وتفاؤل الإرادة بالنسبة للبلدان العربية التي لم تعثر ...على طريق للحرية والتحديث يلائم التطلعات التي بدأ علي الصراف الحديث عنها منذ قرن على الأقل، وهي مسافة لا تفضي في النهاية إلا إلى نتيجة واحدة: تشاؤم العقل والإرادة معاً. ولكن شئت أم أبيت فإن حريتك من حرية بلادك، وازدهارك من ازدهارها، نصرك وهزيمتك من نصرها وهزيمتها، إلا إذا أردت أن تنفصل وتنسى. أي أن تنفصل تماماً وتنسى تماماً، وألا تكتفي بأن تطلّق ماضيك كله، بل أن تطلق أحلامك وتطلعاتك وذكرياتك كلها، لتبدأ من جديد بحثاً عن أحلام وتطلعات وذكريات أخرى. وما كان ذلك يعني أن تكون شخصاً آخر. وعلى الدوام كانت تونس تقدم لصاحب هذا الكتاب إشارات تبرر التفاؤل بتجربة تحديث استثنائية. ولكن تونس التي تعمل بصمت، تونس العظيمة بعبقريتها الثقافية وبتواضعها معاً، كانت تعرف كيف تنأى بنفسها وبتجربتها عن الصخب الدعائي المألوف الذي ظل يهيمن على معظم مشاغل السياسة والثقافة الدينية في دوائرها "المركزية" التقليدية.
وهناك، في كل تلك الدوائر، كان مشروع التحديث لا يزداد تراجعاً فحسب؛ ولكنه كان يأخذ حتى القليل من مكتسبات التقدم والعدالة الاجتماعية التي أمكن تحقيقها على امتداد قرن من المجادلات والمراهنات والتقلبات السياسية الطاحنة وللحظة بطول الدهر حقاً، بدا ما بناه مجاهد وحركة الاستقلال مهدداً بالانهيار ليقع ضحية الفوضى والعشوائية السائدة في الكثير من أرجاء الجوار العربي. ويقول علي الصراف بأنه كان يمكن لتونس أن تغرق كما يغرق غيرها، ولكن تونس خير الدين وعبد العزيز الثعالبي والطاهر بن عاشور والطاهر الحداد وأبي القاسم الشابي، كان من الصعب أن تنام على خوف وضيم، فكان التحول الذي قاده الرئيس زين العابدين بن علي في السابع من نوفمبر، ليعيد الاعتبار لقيم الاستقلال وللقيم الدستورية التي أقيمت عليها جمهورية الاستقلال، ولكن أيضاً ليعيد الاعتبار لتطلعات التحديث والتنمية بالتلازم مع قيم الديموقراطية والحرية ودولة القانون، ويتابع المؤلف قائلاً بأن عبقرية الرؤية الإصلاحية التي انطلق منها الرئيس بن علي، وما تنطوي عليه من نظرة ثاقبة للمستقبل، هي ما يدفع المرء لينحني إجلالاً وتقديراً لهذا الرجل ولكل من يقف في جواره من نخبة تونس ومثقفيها.
هذه الرؤية هي مبرر اللغة الحارة التي كتب علي الصراف بها معظم فصول هذا الكتاب حول مسيرة التحديث في تونس في عهد زين العابدين بن علي. إقرأ المزيد