تاريخ النشر: 01/11/2004
الناشر: دار النهار للنشر
نبذة الناشر:وبنسبة ما تخضع مذكرات "العظام" في غالبيتها، إن لم نقل كلها، إلى شيء من المحاكمة الذاتية الحميمة غير المباحة، كي تخفي مسوؤلية خطأ أو تبرز ما يعتبره صاحبها مساهمة فذة يخاف عليها من ظلم التجاهل أو الجهل، نجد في "ذكريات" الذين يصنفون كتاباتهم، كنايف معلوف، في مراتب التواضع الصافي البرئ، ...نجد في هذه الذكريات مساهمة فذة في التأريخ الثقافي-الاجتماعي، ولنقل الانتروبولوجي، فضلاً عن الشهادات الصادقة التي تنير الحقيقة الواقعية، من القاعدة صعوداً إلى رؤوس أهرامات المجتمعات...
ولعل انتساب نايف إلى الفلسفة العقلانية، من سقراط وصولاً، عبر أرسطو، إلى توما الاكويني ومن يقابله في الفلسفة الإسلامية، هو ما جعله في منأى حتى في التصرف اليومي، عن الانسياق وراء السفسطائية التي كانت تغرق عقول زماننا والرجال (على غير إدراك منهم، ربما)...
(...) تبقى الكتابة، نقول، وهي بقلم نايف معلوف لماعة من غير تصنع، سهلة الجمل، صائبة في اختيار المفردات والعبارات، يسيل حبرها على الورق فيستقر في صور سهلة الحفظ، تحملها العين إلى القلب قبل العقل، فتستحل ذاكرة المؤلف في ذاكرة القارئ التي سرعان ما تصير تعيشها وكأنها منها حياة ولها ماضياً ومستقبلاً.
غسان توينينبذة المؤلف:تذكرت الخوابي في الأقبية المظلمة ومنها استعرت تسمية الكتاب. كنت أتصور الخوابي أشباحاً لا تراها إلا سيدة البيت. وحدها سيدة البيت تسهر على الخوابي وترعاها، وتغرف منها العطاء. مملكتها هنا، مؤونة الشتاء وافرة فيها وخيرها في الصيف لا ينضب... إنه التراث. تراث ورثناه عن الأجداد بكل ما فيه من قيم وأصالة وغنى. كيف لنا ألا ننهل من معينه، وأي معنى يبقى للحاضر إن نحن تجاهلنا الماضي!! كثيرون حاولوا أن يتجاهلوه فضلّوا وضاعوا.
في الخابية الأولى ذكريات الطفولة وخصوصيات الشباب، أوردها كما هي، وكما لا تزال حتى اليوم ما ثلة أمامي.
في الثانية عائلة انتسب إليها، منتشرة في أطراف الدنيا ولا تغيب عن مواقعها الشمس، من عرف هذه العائلة أخذ علي أنني لم أذكر جميع مآثرها, ومن غابت عنه مآثرها وعرفني كما أنا، تعجب كيف أكاد أجمح إلى القول: "أولئك آبائي فجئني بمثلهم..."
في الخابية الثالثة أعود إلى قمم الفكر إياهم، أعرض فلسفة كل منهم في سطور قليلة وأمضي. خطرات عرضت لي عفواً فأوردتها في كتابي كما هي، وحرصت أن أكون أميناً على نظرة أصحابها إلى الوجود... كاد يعزيني السؤال وأنا أتأمل في المصير، وكيف أننا نذهب واحداً إثر واحد إلى المجهول، أين كنت وكيف كنت منذ آلاف السنين!
في الفصل الرابع ربع قرن كامل أمضيته في إدارة التربية وفي موقع القرار. هنا تأريخ لمرحلة عاشتها التربية اللبنانية، وعرفت فيها طريقها الصحيح إلى البناء، قبل أن تنحدر بها الحرب إلى الانهيار... الذين واكبوا هذه المرحلة، عادوا إلى الذكريات، يروون معي حكاياتها الطويلة، البهية حيناً والمرة في معظم الأحيان. كدت أرمي القلم هنا لكثرة ما تشابكت في رأسي الأفكار. مديرون ومعلمون وزملاء أوفياء اعتبروا التربية قضيتهم، وناضلوا في سبيلها، ولم أتمكن من ذكرهم بأسمائهم جميعاً.
في الفصل الخامس أرثوذكسية حاضرة ومتألقة قد تفاجئ بتفاصيلها الكثيرين، أحبار طائفتي ورعاتها في الطليعة... والأرثوذكسية المدعوة إلى أن توحد، أومن بها مثلاً في استقامة الرأي، وفي التأكيد على الحرية وثقافة الحوار، وعلى حق الاختلاف أيضاً دون الخلاف.
في الفصل السادس تجربة غنية عشتها في محافظة بيروت، شهدت قيامة العاصمة وأسهمت في نفضها من ركامها. جئت إليها بعد الحرب مباشرة وتعلمت في مدرستها الكثير. كانت في حاجة إلى السهر والجهد فما بخلت عليها بهما. تعاونت مع الجميع في سبيلها، وقليلون لم يعرفوني كما أنا، ولا أنا اليوم ألومهم. في الفصل الأخير خطرات في الدين والدنيا، والإيمان والعقل، وفي معارف القرن العشرين وعلومه، وقلب على الوطن الصغير الذي يلامس الخطر ولا يقع فيه. إقرأ المزيد