تاريخ لبنان أزمة نص ومصطلح وهوية
تاريخ النشر: 01/07/2004
الناشر: خاص-نايل أبو شقرا
نبذة نيل وفرات:من وضع نص أنساب الدروز..؟ سؤال يكتسب وجهة طرحه، من خلال القواسم المشتركة بين كل من مؤلف (قواعد الآداب حفظ الأنساب) و(السجل الأرسلاني) وإلى حد ما (تاريخ بيروت)، حيث في موضع ما تتطابق الروايات التاريخية، أو تتقاطع مع نصوص الرواية الدرزية في كل منها ضمن مفاهيم أيديولوجية، دخيلة أحياناً ...على الموت الزمني، وفي محل آخر تتباعد وتتعارض في خطوة توحي بالحفاظ على فوارق الهوية السياسية، في مسار رهانات الصراع الذي كان قائماً في المجتمع الدرزي.
ولئن كانت نصوص السجل الأرسلاني، تحمل عبئاً متنامياً من الخصوصية فإن قواعد الآداب، يشكل متوناً واضحة لهذا السجل، وكذلك لبعض مرويات تاريخ بيروت.
وبالتالي فإن هذا الكتاب شكل مدخلاً لمستقبل نص يحاكي في اتجاهاته الحداثوية، ماضوية المرحلة التاريخية الساكنة في زمن تشكل المجتمع المذكور. فمن خلال هذه الأبحاث المتفرقة التي تضمنها هذا الكتاب حاول المؤلف الخروج من الرواية التاريخية, والوقوف على المصادر التي تزخر بكمّ هائل من المعلومات حول بلاد الشام، وما سمى بـ(الأطراف)، حيث أن الاستناد إلى الأصول التاريخية وصياغة عمل بحثي متكامل لكل موضوع ربما ينقد التاريخ الإسلامي المحلي من الشوائب ويجعل من هذا التاريخ صورة واضحة للحدث المؤرخ.
فهذه الأبحاث، وبصرف النظر عن أهدافها، فإن المحصلة العلمية التي تخرج بها تؤكد على استثمار المصادر الأساسية التي هي نتاج أعمال مؤرخين عاصروا الحدث المعين لا بد وأن تضع الحقيقة فوق كل المفاهيم التي كانت سائدة قبلاً. هناك نصوص معينة من التاريخ الإسلامي مهما تميزت بالقدرة على الإقناع فإن نصوصاً أخرى تدحضها، وتعيد تأطيرها في تاريخ بلاد الشام، وإذا كانت المصطلحات بدءاً بالأسماء، ومروراً بالهوية المكانية، ووصولاً إلى إشكاليات الانتماء، قد فرضت مفاهيمها على المجتمعات العربية الإسلامية، فإن النصوص التاريخية التي وضعها مؤرخون عاصروا الأحداث التي انطلق منها المؤرخون إلى كتابة روايتهم لا تلبث أن ترفض هذه المفاهيم، وفي مطلق الأحوال فإن الأمل أن تفهم الأبحاث التي تضمنها هذا الكتاب من زاويتها العلمية، إذ أنه في هذا الفهم فقط يمكن إدخال هذه الأبحاث في دائرة النقاشات الحضارية. لا شك أن بعض هذه الأبحاث سيكون موضع نقاشات، ومدخلاً لاتخاذ مواقف تؤيده أو تعارضه، ولكن الأهم من ذلك هو أن التاريخ ليس جامداً ولا سيما في ظل تتابع ظهور مصادر ووثائق جديدة حول بلاد الشام إلا أنه في النهاية يبقى وجهة نظر. إقرأ المزيد