المال أخذاً وعطاءً وصرفاً
(0)    
المرتبة: 38,870
تاريخ النشر: 01/07/2004
الناشر: دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:المال عصب الحياة، فبدونه تغدو الحياة ميتة أو شبه ميتة. فدورة الحياة لا تتم إلا بالمال... كما أن الدورة الدموية لا تتم إلا بقطرات الدم... المال هو الدم الأبيض والأصفر والأسود، الذي يجري في عروق المجتمعات فيحركها، ويدفع بها إلى الأمام، إن حركة المال في جسم المجتمع كحركة الدم ...في جسم الإنسان. فكما يجب أن ينتظم الدم داخل الشرايين والأوردة بصورة متوازنة كذلك يجب أن ينتظم المال في شرايين المجتمع بصورة عادلة ومتوازنة وكما أن الإنسان يمرض نتيجة لضغط الدم كذلك يمرض المجتمع نتيجة لضغط المال.
وكما أن الدم وسيلة كذلك المال وسيلة، فهو يحرك العجلة الاقتصادية في جسم المجتمع كما يحرك الدم المواد الغذائية ويوزعها على خلايا الجسم. فإذا تحول المال إلى هدف وليس إلى وسيلة سيقضي على المجتمع لا محالة كما يقضي تزويد الإنسان الذي لا يحتاج إلى الدم بثلاثة لترات من الدم، فجسم الإنسان لا يتحمل من الدم أكثر من سبعة لترات التي يمتلكها فإذا أضفنا إليه المزيد فسيحدث الانفجار مسبباً هلاكه وموته.
المال كذلك يسير، كما يسير الدم في البدن فإذا أضفنا إليه مقداراً فلا بد أن نجد له ما يصرفه بالمقدار نفسه، وإلا فالهلاك قادم إلى المجتمعات المتخمة بالمال دون مصرف وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه القضية الهامة بقوله: "كي لا يكون دولة بين الأغنياء" أي تجمع المال في مكان واحد مسبباً التضخم في ذلك المكان.
من هنا تأتي أهمية المال في الإسلام، فقد تعامل الفقه الإسلامي مع المال ككائن حي كما يتعامل مع أي موجود آخر، فهناك المئات من الأحكام الشرعية المرتبطة بالمال، وبحركته في المجتمع، وقد جمعها لنا المرجع الديني الأعلى السيد محمد الشيرازي في هذا الكتاب القيم، الذي يقدم فوائد كثيرة، فقد تضمن جميع أبواب المال، كيفية الحصول عليه، وكيفية الحفاظ عليه، وكيفية صرفه.
وفائدة هذا الكتاب تعم المجتمع والأفراد فالفرد الذي يريد أن يبني لنفسه اقتصاداً زاهراً يجد في هذا الكتاب ضالته حيث يرشده إلى كيفية طلب المال بالحلال، وكيف يدفع عن نفسه الفقر؟ المعدل الذي يهدم الحياة الرغيدة ويسلب من المجتمعات حلاوة السعادة فالفقير المعدم يجد في هذا الكتاب طريقاً للغني لأنه يرشده إلى طريق الصواب في كسب المال وجمعه، والغني يجد في هذا الكتاب طريقاً لكسب الآخرة بالمال، لأن المال وسيلة وليس هدف، والمجتمع يجد في هذا الكتاب منهاجاً لاقتصاد غني ينعدم فهي الفقر وتسوده العدالة وهذا هو مبتغى الإسلام في المجتمعات. إقرأ المزيد