تاريخ النشر: 01/01/1999
الناشر: مؤسسة العارف للمطبوعات
نبذة نيل وفرات:تستمر حلقات الهجرة المتسعة في عالمنا العربي اليوم وذلك باتساع رقعة الحرمان والعوز المادي والمعنوي، وإزاء هذه الظاهرة المؤلمة والمتنامية والمتصاعدة كان لا بد من دراسة متأنية ومستفيضة تتوافر على الأسباب والمظاهر والنتائج وطرق الوقاية والعلاج. وبالفعل فقد صدرت أكثر من دراسة على شكل كتاب، فكان بعضها قد تناول ...الظاهرة من ناحية اجتماعية بحتة، ودرسها آخرون من زاوية سياسية بحتة، فيما اقتصر آخرون على معالجة بعض مسائلها الفقهية في جانبي الحلال والحرام.
إلا أنه لم تصدر دراسة تشمل ذلك كله انطلاقاً من تأسيس فقهي لا للمسائل الدارجة من الطعام والشراب والمعاملات، بل من خلال الوقوف على مشكلة الهجرة في أبعادها المختلفة، إن في اللحاظ الفكري والثقافي، أو في البعد الاجتماعي الميداني، أو في الاستجلاء الشرعي لملابساتها الفردية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية والعلاقة مع الآخر أفراداً ومؤسسات....
من هنا لم يكن هذا الكتاب "الهجرة والاغتراب" اجتراراً لكتب سابقة في هذا المضمار، إنما هو إضافة نوعية لها، ولقد اعتمد مؤلفه في إنجازه على المراجع الدينية وعلى أهل الخبرة وذوي الاختصاص ممن يعيشون الاغتراب ويعانون من مشكلاته بالإضافة إلى استفادته من مجمل طروحات الكتب المنشورة في هذا الباب.
ففي خصوص الاعتماد على المراجع الدينية، فقد أجرى المؤلف حواراً مع السيد محمد حسين فضل الله، كان الحوار موسعاً تناول المسائل الحيوية في مشكلة الهجرة واللجوء، مراعياً في طلب الإجابة التأسيس، من خلال هذا الكتاب، لنظرة إسلامية في فقه المهجر لا على طريقة الاستفتاءات فحسب، بل من خلال مطارحة فكرية، فقهية تسعى لملامسة المشكلة من الداخل وليس المرور على سطحها.
هذا ولما كان الكتاب يناقش مفهومي (الهجرة) و(الاغتراب) باعتبار أن الأول ينظر إلى النزوح عن الديار (الوطن) من وجهة نظر قرآنية، وأن الثاني ينظر إلى عملية النزوح كقرار غير ناظر إلى المسألة من زاوية أنها هجرة إلى اله، لذلك تعين الجمع في العنوان بين المفهومين اللذين يشتركان في الطبيعة ويختلفان في الهدف. وتجدر الإشارة إلى أن ما ورد في هذا الكتاب من مسائل فقهية تتعلق بـ(فقه المهجر) وما يشبهها مما يندرج تحت عنوان مشكلة الهجرة واللجوء مما ذكره الكتاب، يمثل الرأي الفقهي للعلامة السيد محمد حسين فضل الله، والذي يجوز العمل به للمقلدين. إقرأ المزيد