الإمام زين العابدين: القائد.. الداعية.. الإنسان..
(0)    
المرتبة: 134,299
تاريخ النشر: 01/01/2002
الناشر: مؤسسة العارف للمطبوعات
نبذة نيل وفرات:"موسوعة أهل البيت الحضارية" موسوعة فريدة في بابها، مبتكرة في أسلوبها وأدائها، ناهضة بعبء ثقيل من البحث العلمي الرصين، تتحدث عن الآثار الإنسانية والعطاء الحضاري لكل المعصومين عليهم السلام، وفكراً عقائدياً، ومنهجاً ورسالياً، وأفقاً موسوعياً وظاهرة متألقة لن تتكرر. والعرض المنهجي ههنا يؤكد على أبرز الجوانب في حياة كل ...إمام، باعتباره قائداً ورائداً وفكراً وعطاءً ليس غير.
وكانت طبيعة هذا الإبداع في اختيار المنهج الحديث أن تبتعد هذه الدراسة عن التراكم التقليدي في عرض الكرمات والفضائل، فهو منهج بعد من المؤلف، وابتعد عنه، وقد سرده الآخرون، بل اتخذ الاستقرار التاريخي، وريادة المجهول ومنطق حقائق الأشياء بديلاً عنه: في الحقل الإنساني والبعد التخطيطي وصيانة التراث وقد اتسع فكر المؤلف سماحة الشيخ "محمد حسين على الصغير" الأستاذ المتمرس في جامعة الكوفة النجف الأشرف لدراسة هذه المعالم الجديدة التى لم يسبق إليها من ذي قبل.
والحديث في هذا الكتاب وهو الخامس من السلسلة خاص بالإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، هذا الإمام الذي اشتهر بدعائه ومناجاته، وانفرد بتخطيطه الريادي لحقوق الإنسان وقد تكفل هذا البحث بقدر ما يستطيع باعتبار الإمام قائداً بما للقائد من مؤهلات وطروحات ومجابهة وتحد وآراء تستقطب الأمة، و"داعية" بما للداعية من نشاط حافل، وشمولية هادفة، و"إنساناً" بما للإنسان من كيان إنساني متآلف يدفع به عن قضية الإنسان ونتيجة لهذا الطرح فقد انتظم البحث في ثلاثة فصول ابتعدت في معالجتها عن المنهج التقليدي، وتجاوزنه إلى المنهج التحليلي القائم على أساس الاستنباط. واكتشاف المجهول، واستقراء الحقائق، بمنأى عن الفهم السطحي.
وكان الفصل الأول بعنوان " قيادة الإمام وتحديات العصر" وقد انتظم بثمانية بحوث، تحدث عن بداية الإمام الصعبة، ومسيرته القيادية الرائدة، وروح النضال في منظور جديد. وقارن بين تحديات السلطان وموضوعية الإمام، ومشكلات العصر ومجابهة الإمام لها، بما يعد حديثاً مبتكراً في كثير من أبعاده، وعرض الآثار الاجتماعية لحياة العبث والإسراف وموقف الإمام منها، وتناول ظاهرة العصبية القبلية بالبحث والتمحيص، وسلط الضوء على معالجة الإمام لموروثها الجاهلي، وعرض لتجربة الإمام الرائدة في كل من عصر الثورات، وعصر الطواغيت، اللذين فجرا في الإمام إذكاء روح النضال.
وكان الفصل الثاني بعنوان "الإمام الداعية" وقد اشتمل على أربعة عشر بحثاً هي عصارة فكر الإمام في العقيدة والتشريع وأصول الدين وفروعه، وهي أيضاً حقل نظرات الإمام في القرآن، وكيان الملائكة، ومعطيات رمضان، فكان الوعي الرسالي قائداً، والقيادة الرائدة ومعالم التوحيد شاهداً، والعودة إلى الجذور الأولى منهجاً، ومحمد في رسالته زعيماً ومحرراً، ومرجعية أهل البيت عصمة وولاية إلهية، والمعاد يوم القيامة موئلاً ومرجعاً ومصيراً، والدعاء على الظالمين فناً مبرمجاً، والاستقالة من الذنوب وعياً وتوجيهاً واقتداءً، ومكارم الأخلاق شرعة ومنهاجاً وسلوكاً والبر بالوالدين شعاراً ورفقاً وخفض جناح، والقرآن العظيم تكريماً وتنجيلاً ونظاماً، وشهر رمضان مسيرة إنابة وطاعة ومبررات , إيثار، والكيان الملائكي كياناً عجيباً في التلقي والتنفيذ والإطاعة المطلقة.
وكان الفصل الثالث بعنوان "الإمام الإنسان" وهو عرض منهجي تحليلي في ضوء النقد الحديث لرسالة الحقوق التي سيرها الإمام زين العابدين عليه السلام للإنسانية قبل أربعة عشر قرناً بما لم تصل إليه مبادئ الثورة الفرنسية، ولائحة حقوق الإنسان، ومقررات الأمم المتحدة، في واحد وخمسين حقاً متراصفاً، شمل عشرة بحوث متلاحقة خلصت إلى نظرية الإمام في التوجه الإنساني ذي الدلالة العالمية الكبرى، بما يعد وثيقة إنسانية مترابطة، تعني بحقوق الإنسان. ذلك ما اتضح اعتباره مصدراً مهماً يترجم أصداء القرآن، ويبرمج أضواء النبوة، ويطرح منظور الأئمة، ويقدم حلاً لمشكلة الإنسان في عمق توجهه الحضاري.
وقد حاول البحث عرض "رسالة الحقوق" عرضاً موضوعياً، فتم له ذلك في كل من: ديباجة حقوق الإنسان عند الإمام، حقوق النفس والجوارح، حقوق الأفعال، حقوق الدولة ونظام الحياة، حقوق الأرحام والولاء، الحقوق الاجتماعية، الحقوق المالية والقضائية، الحقوق الإصلاحية المشتركة، الحقوق الأخلاقية الاستراتيجية، وفصل القول في التصنيف الموضوعي في ضوء النقد التحليلي، وختم هذا الفصل بدراسة مقارنة لعموم مبادئ الأمم المتحدة في حقوق الإنسان، ومبادئ الإمام عليه السلام في الحقوق ذاتها.
ثم كانت النتائج في خاتمة المطاف، وقد أعطت موجزاً إجمالياً بأهم ما توصلت إليه هذه الرسالة من نتائج ومعطيات.
وكانت مصادر البحث تعتمد تراث الإمام في "الصحيفة السجادية" و"رسالة الحقوق" وعبق قيادته الفذة، أضافت لذلك طائفة من كتب العقيدة والتراث والبلاغة والتأريخ والسيرة ولوائح وحقوق الإنسان. إقرأ المزيد