التكرار في شعر محمود درويش
تاريخ النشر: 01/06/2004
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"في جلسة بوح جميل كشف محمود درويش بعض مما تخبئه أسوار إبداعه، فكان في طليعة أسراره قلقه الدائم مما ينجزه وليس عنا ينجزه". "أنا من الشعراء الذين لا يحتاجون إلى نقاد لكي يدمروهم.. أما كفيل بتدمير نفسي والتمرد عليها.." هكذا يقول درويش في تفسير التجدد الدائم لإبداعه، فالرغبة في ...عدم التكرار والتجدد والانقلاب على الذات هي أحد معالم النشاط الشعري لدرويش الذي يقول عن نفسه: أنا شديد السأم لما أنتجه... وعندما أقرأ جديداً كتبته وأرى أنه يشبهني كثيراً أشعر بأنه لا يصلح للنشر.. يجب أن اشعر أن من كتبه هو شخص آخر وليس نسخة عما كتبت. وهذه الرغبة الذاتية بعدم الرضا عن الذات، وعن المنجز هي التي تعطي لدرويش الحافز المستمر لكي أجدد أشكالي التعبيرية وإيقاعى الشعري، وحتى الموضوعات الشعرية نفسها".
بهذه الكلمات، وهي من آخر مقابلة صحفية أجريت معه، يصور لنا درويش نفسه ويفسر حقيقة إبداعه، فهو دائم الثورة والانقلاب على نفسه، لتحقيق التجدد الذي يبعده عن رتابة التكرار. ولكن هل يطمأن إلى هذا القول ويركن إليه؟ وهل حقيق أن ما يكتبه درويش يجب أن لا يشبهه مطلقاً؟
ليس من السهولة بمكان الإجابة عن سؤال كهذا، لا سيما أن ما كتبه درويش ليس بالقليل كمّا، ولا المنبسط مضمونا. ومع ذلك، فإن هذا الكتاب يسعى جاهداً إلى إضاءة قدر من الإجابة توطئة للوقوف على حقيقة الزعم السابق-ما استطاع-إيضاحاً وتفصيلاً. وقد جاء مقسوماً على فصلين تضمن الأول منهما حديثاً مقتضباً عاماً عن التكرار من حيث معناه لغة واصطلاحاً، ثم نظرة قدماء اللغويين والبلاغيين العرب لهذا الأسلوب، كما تطرق إلى القول بأنواع التكرار، ومعانيه، وبواعثه وصولاً إلى نظرة المحدثين له، ثم أنماطه ودلالاته في القصيدة الحديثة.
أما الفصل الثاني، فقد انبسطت أبوابه جميعاً لبحث التكرار في شعر محمود درويش، إذ ابتدأ بتكرار الحرف، ثم أعقبه الحديث عن تكرار الكلمة بنوعيها (اسم وفعل)، ثم تكرار العبارة فتكرار المقطع، وصولاً إلى تكرار الصورة التي مثلت نهاية الفصل والكتاب جميعاً. وقد تم بحث التكرار في كل ما سبق عبر طريقين متضامنين يفضي كل منهما إلى الآخر، فالأول تمثل ببحث التكرار في القصيدة كوحدة منفصلة، والثاني تمثل ببحث التكرار في مجمل أعمال درويش عبر الزمن. إقرأ المزيد