المسيحية والإسلام، رسالة محبة وحوار وتلاقي
تاريخ النشر: 01/04/2004
الناشر: مجلة تاريخ العرب والعالم
نبذة نيل وفرات:لا شك أن مجرى الحوار الإسلامي-المسيحي، هو مختلف عن مجرى العلاقات المسيحية-الإسلامية، في الماضي والحاضر. ففي الماضي كانت هناك حوارات وجدالات ضمن الجوّ العربي في الغالب، وكانت تلك الجداليات جزءاً من العلاقات، علاقة الثقافة والانتماء، وعلاقة الحياة الواحدة. أما الحوار في الحاضر، فقد بدأته كنائس مسيحية بروتستانتية، ثم كاثوليكية ...(بعد جمع الفاتيكان الثاني 1962-1965)، وقد أصبحت له الآن مؤسسات معاهد ومراكز ومجلات علمية، وصدرت فيه وعنه مئات الكتب والدراسات. لقد كان التلاقي الإسلامي المسيحي ضرورة من أجل تدعيم العيش المشترك، والتفكير في المستقبل الواحد. وهو الآن ضرورة وجودية للتلاقي مع العالم، ومواجهة التحديات ذات الأبعاد الإنسانية الشاملة، وذات الأبعاد الثقافية والسياسية الضاغطة.
لقد كانت لكل الكنائس الكبرى، وبخاصة الكنيسة الكاثوليكية، مواقف واضحة، إلى جانب الجمهور الأوروبي، من الحرب على العراق، ولكثير من اللاهوتيين والعاملين في مجالات حقوق الإنسان، مواقف ونشاطات باتجاه الاعتراف بالآخر، والشراكة على المستوى العالمي، وهذه قضايا تستحق أن تتعرض للنقاش والمراجعة وإعادة النظر من جانب المسلمين. وقبل ذلك وبعده: أين العلاقات العربية-العربية في الصلات بين المسيحية والإسلام؟ وهل هناك جهد كاف لصوتها ورعايتها وتطويرها؟
من أجل إلقاء المزيد من الضوء على الحوار الفكري القائم بين المسلمين المسيحيين اليوم يأتي هذا الكتاب الزاخر بدراسات وأبحاث تكون بمثابة بداية للاستعراض والاستكشاف والقراءة النقدية، للعلاقات الإسلامية المسيحية ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، في المجال العربي كما في المجال العالمي.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسات والأبحاث هي حصيلة ثقافية لمجموعة من الكتاب والمفكرين المسلمين والمسيحيين وكذلك لعدد من رجال الدين المسيحي والإسلامي. بالإضافة إلى ذلك حفل الكتاب بوثائق تضيء وقفات تاريخية مدوّنة تؤكد على النوايا الإسلامية والمسيحية نحو مزيد من التسامح والألفة بين الطرفين بما يقتضيه العيش المشترك بينهما.
تلك الوثائق التاريخية منها ما هو قديم ومنها ما هو حديث وجاءت على الشكل التالي: 1-العهدة العمرية، 2-الإرشاد الرسولي: الحوار الإسلامي-المسيحي، 3-كنائس القدس: أوقفوا بناء "السور الفاصل"، 4-نص البيان الختامي الذي أصدره الفريق العربي الإسلامي-المسيحي للحوار وهو بعنوان "نداء القدس". إقرأ المزيد