تاريخ النشر: 01/03/2004
الناشر: دار العلوم للتحقيق والطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:كلمات الإمام" محمد الشيرازي" هي سفر التجارب التي سطرتها أنامل هذا العالم الرباني فقد كان رجلاً استثنائياً في ميادين الإيمان، والتقوى، والعلم، والورع، والزهد، والأخلاق، والجهاد، وغير ذلك من الآفاق نادراً ما تجتمع في رجل واحد. إذ كانت مرجعيته طرازاً فريداً في تاريخ المرجعيات، فبعد إبداعاتها في مجال علوم ...الفقه والأصول وبث روح التجديد، كانت مرجعية حضارية جهادية ثورية، تواكب التطورات المحلية والإقليمية والعالمية، كما أنها مثلت مداً حضارياً أعاد صياغة مفاهيم الأمة وأحيا قيمها وأزاح رواسب الجهل والتخلف والتعصب عن تراثها. حيث كانت مرجعية التجديد والإنقاذ والاستنهاض، ولم تدرك كل ذلك النجاح إلا بتلك الجهود الكبيرة التي بذلها (الراحل الكبير) على الرغم من المعرقلات والمصاعب التي واجهته على طول هذا السفر الحافل بالمواقف البطولية والمآثر العظيمة.
أما في مجال التأليف، فقد شكلت مؤلفاته ثروة فقهية وعلمية وحضارية وإسلامية نادرة، لا سيما موسوعته الفقهية التي تجاوزت لوحدها مائة وخمسين مجلداً، تناولت إضافة إلى العبادات والمعاملات والأحكام، كثيراً من الأبواب المستحدثة في الفقه الإسلامي كالحقوق والقانون والبيئة والمرور والعولمة وغير ذلك، حيث آلى الإمام الراحل على نفسه أن يولد الحكمة ويفتح أبوابها في موسوعية قل نظيرها فتراها تنساب في عناوين زادت عن الألف لتنبئ عن عبقرية فذة في متابعة شؤون الدين والدنيا.
ولني كون هذا المصنف الذي بين يديك إلا نزراً يسيراً مما اختير من بين مئات الكتب والكراسات التي تمثل عصارة هذا التاريخ العلماني العريق. وإذا كان الهدف الأساسي من وراء تأليف هذا الكتاب هو جمع ما أمكن من الأفكار والرؤى للإمام المجدد الشيرازي الثاني فإنها أيضاً مناسبة لفتح الباب أمام الباحثين والكتاب ليتابعوا هذه الكلمات من أجل تسليط الضوء على أهم المناهج العلمية والمعرفية التي فتحت على يديه، بعد أن كانت حكراً على غير المتدينين فضلاً عن علماء الدين.
وتجدر الإشارة أخيراً إلى أن هذا الكتاب هو واحد من سلسلة ستصدر تباعاً تضم أبواباً معرفية وثقافية وعلمية مختلفة وفق تصنيف موضوعي لتسهيل عملية البحث، وإن الهدف من هذه السلسلة هو تبويب الأحكام والمباحث التي جاءت بها أنامل العلامة الشيرازي لتكون تعريفاً بأفكار ومؤلفات سماحته بالشكل الذي يعتمد السهولة والبساطة والسرعة والوضوح. إقرأ المزيد