بلاغة الإمام جعفر الصادق: خطب، رسائل، كلمات
(0)    
المرتبة: 46,914
تاريخ النشر: 01/03/2004
الناشر: دار الصفوة
نبذة نيل وفرات:صاحب البلاغة التي جمعت خطبه ورسائله وكلماته بين دفتي هذا الكتاب هو الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد بن علي الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم جميعاً رضوان الله. مجدد المذهب وناشر شريعة النبي صلى الله عليه وسلم، من عظماء أهل البيت وساداتهم عليهم السلام، ذو علوم ...جمّة وعبادة موفورة، وأوراد متواصلة، وزهادة بيّنة، وتلاوة كثيرة، يتتبع معاني القرآن الكريم، ويستخرج من بحر جواهره، ويستنتج عجائبه، ويقسم أوقاته على أنواع الطاعات، رؤيته تذكر بالآخرة، واستماع كلامه يزهّد في الدنيا، والاقتداء بهداه يورث الجنة، نور قسماته شاهد أنه من سلالة النبوّة، وطهارة أفعاله تصدّع بأنه من ذرية الرسالة، مناقبه وصفاته تفوق عدد الحاصر.
تروى عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر ذكره في البلدان، ولم ينقل عن أحد من أهل بيته العلماء ما نقل عنه، وكان له من الدلائل الواضحة في إمامته ما بهرت القلوب. وأما عن حقيقة البلاغة عند الإمام الصادق عليه السلام فقد قال: "يا ابن النعمان ليست البلاغة بحدّة اللسان، ولا بكثرة الهذيان، ولكنها إصابة المعنى وقصد الحجة". وأما في الخطابة فالإمام الصادق هو كعبتها والخطباء حوله يطوفون. قال الرضيّ: "كان أمير أمير المؤمنين عليه السلام شرح الفصاحة وموردها، ومنشأ البلاغة ومولدها، ومنه ظهر مكنونها، وعنه أخذت قوانينها". ولا يتخالجنا الشك في أنه أفصح من كلّ ناطق بلغة العرب من الأولين والآخرين، إلا ما كان من كلام الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن فضيلة الخطيب أو الكاتب من خطابته أو كتابته يعتمد على أمرين هنا مفردات الألفاظ ومركباتها، أما المفردات فأن تكون سهلة سلسة غير وحشية ولا معقدة، وألفاظه عليه السلام كلها كذلك. وأما المركبات فحسن المعنى وسرعة الوصول إلى الأفهام، واشتماله على الصفات التي باعتبارها فضّل بعض الكلام على بعض، وتلك الصفات هي الصناعة التي سمّها المتأخرون البديع، من المقابلة والمطابقة وحسن التقسيم، وردّ آخر الكلام على صدره، والترصيع والتسهيم، والتوشيح والمماثلة والاستعارة، ولطاقة استعمال المجاز والموازنة...، ولا شبهة أن هذه الصفات كلها موجودة في خطبه وكتبه، مبثوثة متفرقة في فرش كلامه عليه السلام.
ويستطيع القارئ تلمس كل ذلك من خلال ما حواه هذا الكتاب من خطب ورسائل وكلمات. فمن خطبه تلك التي يذكر فيها حال الأئمة عليهم السلام وصفاتهم، ومن كلامه، كلامه في وصف المحبة لأهل البيت والتوحيد والإيمان، ومن مكاتيبه ورسائله عليه السلام: رسالته إلى جماعة شيعته وأصحابه، جوابه عليه السلام لرسالة عبد الله النجاشي وجوابه على كتاب المفضل بن عمر، إلى جانب احتجاجاته ومناظراته: احتجاجه عليه السلام مع سفيان الثوري، موعظه وحكمه عليه السلام، ومن كلامه ما سمّاه بضع الشيعة نثر الدر، ومن كلامه أيضاً، نصائحه ووصاياه عليه السلام منها وصية لعبد الله بن جندب ولأبي جعفر محمد بن النعمال الأحول. إقرأ المزيد