تاريخ النشر: 01/01/1960
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:إن الاهتمام بالحديث بعد التمسك بالكتاب الحكيم أسمى وأعلى وظيفة كلّف بها العالم الديني؛ لأن الحديث هو أرسخ وأنمى سبل المعرفة بعد القرآن الكريم وقد انبرى علماء وأئمة الأمة إلى جمع الأحاديث ونشرها، هذا وقد كانت طائفة من علماء الشيعة ومحدثيهم قد جمعوا الأحاديث التي ضمتها الجوامع الأولى والتي ...هي مدار الفتاوى والأحكام لدى الشيعة، كما ألفوا في هذا المجال كتباً مفصلة وجامعة أخرى، كلّ واحد منها يعدُّ عملاً متكاملاً.
وعمدوا إلى جمع الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم والأئمة عليهم السلام وتصنيفها تحت عناوين مختلفة لكي يستطيع المحققون الاستفادة الكاملة والمتنوعة من الآيات والأحاديث المدوّنة والوصول إلى ما يطلبونه بنحو أفضل، ونشأ عن هذه الخطوة مجموعات صغيرة وكبيرة منها مجموعة النوادر حيث واجه المؤلفون بعد تدوين وتبويب وتصنيف الأحاديث والروايات، روايات وأحاديث لا تدخل بحسب مفادها ومضامينها تحت باب من الأبواب المعهودة، وهي في الوقت نفسه لا تبلغ من الكثرة بحيث يعقد لها باب خاص، ولهذا عمد المؤلفون والمحدثون إلى عقد باب في آخر كل باب أو كتاب من كتبهم باسم "باب النوادر" أو "النوادر من الباب" أو "باب الزيادات".
وربما جمع بعض العلماء هذه الأحاديث النادرة في كتاب واحد، أو بعبارة أخرى، في مجموعات حديثة مستقلة فالنوادر، إذن، عنوان عام لنوع من مؤلفات الأئمة والعلماء في القرون الأربعة الأولى للهجرة. كان يجمع فيها الأحاديث غير المشهورة، أو التي تشتمل على أحكام غير متداولة أو استثنائية ومستدركة لغيرها. ويذكر المحقق الطهراني الشيخ آقا بزرك بأن كتاب "النوادر" للإمام فضل الله بن علي بن هبة الله الراوندي الذي نقلب صفحاته هو مأخوذة أحاديثه من الجعفريات (لمؤلفه إسماعيل بن موسى بن جعفر) إلا قليل في آخره وذلك أولاً لتشابه الكثير منه الأحاديث الواردة في الكتابين، ثانياً وحدة قسم من سلسلة سند الرواة فيها، ثالثاً بما يقال في بعض النصوص: إن أكثر أحاديث "النوادر" مأخوذة من الجعفريات رابعاً لكون فضل الله الراوندي أحد الرواة للجعفريات على ما نقل من إجازة العلامة لبني زهرة. وتجدر الإشارة بأن مؤلف كتاب "النوادر" فضل الله بن علي الحسني الراوندي كان أصولياً، محدثاً، متكلماً، حكيماً، مقيماً في بلدة كاشان، ومن علمائها حتى توفي ودفن قريباً من قبر جده السيد فضل. إقرأ المزيد