أديب إسحق مثقف نهضوي مختلف
(0)    
المرتبة: 393,039
تاريخ النشر: 01/12/2003
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:تهدف هذه الدراسة إلى إنتاج خطاب نقدي مطابق لفكر اسحق في ذاته، أي قراءة الخطاب النهضوي بمنهجية موضوعية لتحرير القراءة من الأيديولوجية التي تحكمت في إنتاج الخطاب النهضوي. كما تحدد مستوى وطبيعة المقاربة التي أنتجها اسحق للأوضاع السياسية والاجتماعية اعتماداً على مقولات التنوير الفرنسي.
وعلى هذا الأساس، فإن أفضل مقاربة ...لفكر اسحق هي تلك التي تعتمد المنهج التكاملي الذي يوظف عدة منهجيات للوصول لحقيقة النص، على أن يكون المنهج التاريخي المقارن هو القاعدة والأساس بحثاً عن تاريخية الفكر وشروطه المنتجة، والمؤثرة في مقولاته وتوجهاته.
تتألف هذه الدراسة من خمسة فصول وخاتمة، عالج الفصل الأول الإطار النظري، والظروف الفكرية لأديب اسحق، ممثلاً بفكر النهضة كإطار عام، ومن ثم نشأة تيارات الفكر العربي الحديث وتبلوها، وبخاصة الاتجاه السلفي والاتجاه الليبرالي الذي انتمى إليه أديب اسحق، وبين القواسم المشتركة والتعارضات والتناقضات بين المنهجية من حيث المنهج والرؤية.
وتناول الفصل الثاني الظروف التاريخية والاجتماعية والسياسية في الدولة العثمانية (المشرق العربي) وبخاصة سوريا ولبنان ومصر، وهي البلاد التي عاش فيها أديب وأنتج فيها خطابه، وذلك لإظهار مدى تأثيرها على فكره من خلال الأحداث الدولية والمحلية التي عاصرها، وكان طرفاً فاعلاً في الكثير منها، أي بيان العلاقات القائمة بين الفكر والواقع، وأثر تلك الأحداث في بلورة خطابه ومفاهيمه وإنجازاته السياسية والاجتماعية.
وتوقف الفصل الثالث عند المصادر الفكرية، والأطر المرجعية لفكر أديب، والتي يمكن تقسيمها إلى: المصادر الداخلية كجمال الدين الأفغالي وخير الدين التونسي وابن خلدون، والمصادر الخارجية التي أساسها فكر التنوير الفرنسي، وبخاصة جان لوك روسو ومونتسكيو.
ورصد الفصل الرابع أهم الاتجاهات السياسية والاجتماعية لأديب، وبخاصة نزعته العثمانية التي تصورها رابطة تربط بين شعوب الدولة العثمانية التي تصورها رابطة تربط بين شعوب الدولة العثمانية، لحمايتها من الأطماع الاستعمارية الغربية، وهي نزعة واضحة المعالم والدلالات. وفي الوقت نفسه عبر أديب اسحق عن اتجاه عروبي أفصح عنه بالمستوى الذي سمحت به ظروف القرن التاسع عشر، وكأن فكره بمثابة إرهاص بالقومية العربية والوحدة العربية الشاملة على أساس اللغة.
واستعرض الفصل الخامس المفاهيم السياسية والاجتماعية الأساسية عند اسحق، عبر النقد والتحليل، بالإضافة إلى عقد المقارنات الضرورية مع فكر التنوير الفرنسي، وبخاصة ما قدمه جان جاك روسو، لتبيين إلى أي حد اتفق واختلف مثقفنا مع هذا الفكر. ويمكن اعتبار الخاتمة تقييماً شاملاً لخطاب اسحق، وتحديد إمكانات هذا الخطاب وآفاقه، وهو ما يزال راهناً من خلال مقولاته الأساسية، أعني الحرية والإصلاح والتقدم، كما تضمنت الخاتمة المعوقات الأساسية التي حدت من الفاعلية السياسية والاجتماعية والفكرية لهذا الخطاب، وبيان جذورها في فكر التنوير الفرنسي. إقرأ المزيد