تاريخ النشر: 01/01/2004
الناشر: مؤسسة الرسالة ناشرون
نبذة نيل وفرات:نضع بين يدي القارئ سفراً جليلاً قيماً، حوى بين دفتيه كنوزاً من النور والحكمة والموعظة الحسنة، ألا وهو كتاب "مختصر منهاج القاصدين" الذي كتبه الإمام "أحمد بن قدامه المقدسي" وقد اختصره من كتاب "منهاج القاصدين" للحافظ ابن الجوزي الذي اختصر بدوره من كتاب "إحياء علوم الدين" للإمام الغزالي. فهو ...إذا مختص المختصر من إحياء علوم الدين. وكما هو معلوم، فإن كتاب "إحياء علوم الدين" قد جمع فيه الإمام الغزالي أنواعاً شتى من العلوم، كالفقه، والآداب، والتصوف، وسير الصالحين، وغير ذلك. ولكنه أقحم فيه كثيراً من الأحاديث الموضوعة، والقصص الباطلة، مما آثار عليه المنتقدين.
وعلى رأس أولئك المنتقدين الحافظ ابن الجوزي الذي عمد إلى هذا الكتاب فقام بتدوينه وتنقيحه، فحذف منه كثيراً من الأحاديث الموضوعة الباطلة، واستبدلها بأحاديث صحيحة كما قام بحذف القصص والحكايات وسير الصالحين التي لا تخلو من مبالغات.
فجاء كتاب "منهاج القاصدين" الذي بقي بعد هذا الجهد الذي قام به ابن الجوزي مشتملاً على مادة فقهية خارجة عن الإطار العام لهذا الكتاب، وعلى استفاضة في الشرح تتعب القارئ العادي، مما دفع ابن قدامة المقدسي إلى تلخيصه بحذف المادة الفقهية، وانتخاب النصوص والروايات والقصص التي تفي بالغرض من غير إسهاب ولا إخلال، لما جعل هذا المختصر كتاب موعظة وأخلاق وتربية، بعبارة سهلة وبنية متماسكة وأسلوب رشيق.
وقد انتشر هذا الكتاب انتشاراً واسعاً بين الناس لإشراق عبارته وغزارة مادته العلمية. وكونه يعالج قضايا تهم الناس في علاقتهم بربهم وعلاقاتهم فيما بينهم، وكل ذلك جاء بتوليفة رائعة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وسير الصالحين. وبالنظر للأهمية التي يحتلها هذا الكتاب فقد اعتنى كل من "صهيب الزهرات وحسن شلبي" بتحقيق مادته في هذه النسخة التي بين أيدينا، فاهتما أولاً: بتفصيل النص وتوضيحه بعلامات الترقيم المناسبة.
ثم اعتنيا بتخريج المصادر التي ذكرها المصنف في الكتاب، بعد هذا قاما بخريج الآيات النصرانية وبشرح الكلمات المشكلة والغريبة وبضبطها، كما وقاما بالتقديم للكتاب بنبذة جاءت بمثابة ترجمة للعلامة ابن قدامة مؤلف الكتاب، وأخيراً اعتنيا بتخريج الأحاديث النبوية الشريفة، ومنهجهما في التخريج هو الآتي: إذا كان الحديث في الصالحين أوفي أحدهما، اكتفيا بتخريجه منهما، مع زيادة التخريج من مسند الإمام أحمد، وإذا لم يكن الحديث موجوداً في أحد الصحيين قاما بتخريجه من كتب السنن الأربعة أو صحيح ابن حيان أو شرح مشكل الآثار" للصحاوي، مع تخريجه دائماً من "مسند إمام أحمد. وإذا لم يجدا الحديث في الكتب الآنفة الذكر، قاما بتخريجه من بقية كتب الحديث مع اعتمادهما على تخريج الحافظ العراقي لأحاديث إحياء علوم الدين. إقرأ المزيد