تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: مؤسسة الرسالة ناشرون
نبذة نيل وفرات:لعل دراسة المصنفات واحد من أهم الأسس لدراسة الحركة الفكرية، ومن خلالها يتبين مدى إسهام العلماء في الحياة الفكرية عبر العصور المختلفة. وقد استهدفت هذه الدراسة التي ضمها هذا الكتاب، تسليط الضوء على حياة ومصنفات واحد من العلماء البارزين المكثرين في التصنيف، والمسهمين في الحركة الفكرية خلال النصف الأول ...من القرن التاسع الهجري. ولقد شاع في أوساط الباحثين أن الحركة الفكرية كانت في هذه المدة قليلة الإبداع، وأنها اقتصرت على كتابة الشروح والمختصرات لمصنفات المدد التاريخية السابقة لها. لكن هذه الدراسة تكشف عن وجود أصالة وإبداع على الرغم من ذلك، يتجليان في بعض مصنفات الحافظ ابن حجر العسقلاني وبعض معاصريه، وحينما لا تكون أصيلة مبدعة، فإن لها تمام الفضل في حفظ التراث الفكري بالنظر لاعتمادها على مصنفات السابقين التي فقد منها الكثير. وتنقسم هذه الدراسة على أربعة أبواب، وكل باب ينقسم بدوره إلى فصول. اشتمل الباب الأول على دراسة ترجمة الحافظ ابن حجر دراسة علمية اعتمدت على مصادر أولية خطية لم يطلع عليها في الغالب إلا القليل من المختصين، وقد ركز الباحث فيها على ما يتعلق بالجانب الثقافي منها، فتناول ذكر نسبه ومولده وأسرته ونشأته الثقافية الأولى، ثم رحلاته في طلب العلم وشيوخه وتلاميذه وعلاقته بأقرانه. وهي وإن كانت تدور حول الحافظ ابن حجر فانشرح أساليب التعليم وتطور الحركة الفكرية في أواخر القرن التاسع الهجريين. وأما الباب الثاني فاشتمل على دراسة لجهود ابن حجر العلمية في مجالات حيوية وخطيرة. واحتوى الباب الثالث على دراسة كتاب "الإصابة في تمييز الصحابة" ويقع في فصلين: الأول خصص لدراسة منهج الإصابة، فكشفت هذه الدراسة عن منهج جديد لم يكن معروفاً في الاعتماد على كتب الضعفاء والثقات في آن واحد والموازنة بين الأخبار ونقد المصادر كوحدة عامة ثم نقدها على أساس الجزئيات.
إن أسلوب ابن حجر النقدي وتبويبه وترتيبه لكتاب الإصابة لم يكن مألوفاً قبل تصنيفه. نهض بعلم معرفة الصحابة إلى مستوى أعلى. وفضلاً عن استيعابه للمصنفات السابقة في علم معرفة الصحابة فإنه أضاف إليها إضافات كبيرة الأهمية. أما الفصل الثاني في هذا الكتاب فقد احتوى على موارد ابن حجر في كتابه العظيم "الإصابة". وخصص الباب الرابع لدراسة أهمية كتاب الإصابة، المتجلية في تمييز الصحابة عن غيرهم من التابعين أو الذين كان يتوهم بأن لهم صحبة، وهذا يفيد كثيراً في إلقاء الضوء على دراسة الحديث النبوي الشريف، ويستوجب إعادة النظر في بعض الدراسات التاريخية الحديثة. وأعقب ذلك ملحقان: الأول بإحصاء عدد اقتباسات ابن حجر في الإصابة من المصنفين الذين لم يذكر أسماء مصنفاتهم، والثاني بأسماء الذين اقتبس منهم نصاً واحداً أو نصين ولم يسم مصنفاتهم. إقرأ المزيد