غاية المأمول في شرح ورقات الأصول
تاريخ النشر: 01/01/2024
الناشر: مؤسسة الرسالة ناشرون
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:علم أصول الفقه من أعظم العلوم الشرعية شأناً، يحتاج إليه الفقيه والمحدث والمفسر؛ إذ هو عماد الاجتهاد وأساسه، ولا يستغني عنه ذوو النظر، وبه يتوصل إلى معرفة الحلال والحرام في الحوادث المتجددة. ولحرص العلماء على خدمة هذا العلم وضعوا له قواعد كلية تطبق في فهم الأحكام من الأدلة. وقد ...اجتهد في هذا المجال السلف وكثرت حوله وفيه المؤلفات، وكان لإمام الحرمين الجويني كتاب الورقات في هذا العلم. والجويني هو أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن عبد الله بن حيوية الطائي الجويني النيساوري والذي كان مولده في خراسان في العام 419هـ.
وقد شبّ الإمام الجويني في بيت علم حيث كان أبوه عالماً وإماماً في التفسير والفقه والأصول والعربية والأدب، وكان عمه الصوفي المحدث المعروف بشيخ الحجاز، لهذا لا غرابة في أن يأخذه إمام الحرمين مكانة بارزة وعالية بين العلماء. ولقد اتفق العلماء على الثناء عليه والاعتراف بعلو قدره وورعه وسعة علمه وجوده. يقول ابن السبكي: "ولا يشك ذوو خبرة أنه كان أعلم أهل الأرض بالكلام وبالأصول والفقه، وأكثرهم تحقيقاً، بل الكل من بحره يغترفون، وأن الوجود ما أخرج بعده له نظيراً" كان إمام الحرمين إماماً في عصره، تولى التدريس وهو في نحو العشرين من عمره، وأصبحت حلقته في المسجد منبعاً يشد إليها الرحال طالبوا العلم في أنحاء العالم الإسلامي، كما صارت المدرسة النظامية بنيسابور التي كان يشتغل بها ميداناً للبحث والمناظرة. ولقد تتلمذ على يد إمام الحرمين جمع غفير من العلماء منهم حجة الإسلام الإمام الغزالي وغيره من العلماء الكثير. توفي الإمام الجويني سنة 478هـ مخلفاً آثاراً ومؤلفات كثيرة في شتى فروع المعرفة الإسلامية منها في علم الأصول كتاب الورقات التي تناولها الشارح شهاب الدين أحمد بن أحمد بن حمزة الرملي في كتابه هذا.
وكما لمؤلف كتاب الورقات الإمام الجويني مكانته العلمية، فكذا للشارح الشيخ شهاب الدين الرملي مكانته العلمية العالية بين علماء عصره. ولد شهاب الدين الرملي، أحمد بن أحمد بن حمزة المصري في قرية بالقرب من منية العطا ولم يشر أحد من أصحاب التراجم إلى تاريخ ولادته، واشتغل منذ صغره بالعلوم الفقهية واللغوية حتى أصبح علماً بين من عاصره وقد مارس التدريس بالأزهر الشريف، وقد انتهت إليه الرياسة في العلوم الشرعية بمصر في عصره، إذ هو جمع بين الفقه والأصول والتفسير واللغة، ويدل على ذلك مصنفاته القيمة في شتى أنواع الفنون. كانت وفاته في سنة 957هـ وصلي عليه في الأزهر الشريف. وأما بالنسبة لكتابه هذا فقد كتب في مقدمة الشرح "فهذا تعليق على كتاب الورقات في أصول الفقه، تأليف الشيخ الإمام، العالم العلامة، الحبر المدقق، والبحر المحقق، الجامع بين المعقول والمنقول، المبين لقواعد الفروع والأصول، أبي المعالي عبد الملك ضياء الدين، إمام الحرمين ابن الشيخ الإمام العالم العلامة أبي محمد عبد الله بن يوسف... بن محمد الجويني الشافعي... يحل ألفاظه، ويبين مراده، ويبرز دقائقه، ويحقق مسائله، ويحرّر دلائله وأرجو أن أضم إليه من الفوائد المستجدات والقواعد المحررات، ما تقر به أعين أولي الرغبات،... وسميته "غاية المأمول في شرح ورقات الأصول"."
ونظراً لأهمية الكتاب والشرح فقد تمّ الاعتناء به، حيث تناول المحقق البحث في النقاط التالية: تحقيق اسم الكتاب ونسبته إلى الشيخ شهاب الدين الرملي، زمن تأليفه، مصادره، وصف نسخ المخطوط، طريقة المؤلف في الشرح، وما فيها من محاسن وما عليها من مآخذ، خطوات التحقيق والتعليق، أو منهجه في التحقيق. إقرأ المزيد