تاريخ النشر: 01/12/2003
الناشر: المكتبة العصرية للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:امتاز قصص القرآن الكريم بسمو غاياته، وشريف مقاصده، وعلو مراميه؛ اشتمل على فصول في الأخلاق مما يهذب النفوس، ويجمّل الطباع، وينشر الحكمة والآداب، وطرق في التربية والتهذيب شتى، تساق أحياناً مساق الحوار، وطوراً مسلك الحكمة والاعتبار، كما حوى كثيراً من تاريخ الرسل مع أقوالهم، والشعوب وحكامهم، وشرح خبار قوم ...هُدوا فمكّن الله لهم في الأرض، وأقوام ضلوا، فساءت حالهم، ووقع عليهم العذاب والنكال، يضرب بسيرهم المثل، ويدعو الناس إلى العظمة والتدبر.
كل هذا قصّه في قول بيّن، وأسلوب حكيم، ولفظ رائع، ليدل الناس على الخلق الكريم ويدعوهم إلى الإيمان الصحيح، ويرشدهم إلى العلم النافع، بأحسن بيان، وليكون مثلهم الأعلى فيما يسلكون من طرق التعليم، ونبراسهم فيما يصطفون من وسائل الإرشاد. ولكنه، على كريم مقاصده، قد وجد من أبناء هذا العصر من يهجره إلى غيره ويتركه إلى سواه، مما وضعه الناس من قصص فيها الحق والباطل، وفيها الصحيح والزائف. هذا على الرغم من أن القرآن الكريم يعمر المدارس والمساجد، والمنازل والمجالس، ولا يجد منهم من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. ولعل هذا لم يصدر منهم عن سوء نية، أو قصد العزوف عن الإفادة من كتاب الله القويم، ولكن قد يقع كثيراً أن يخفى عليهم في القصة معنى، أو يغمّ عليهم لفظ، أو يعوزهم التأويل، فلا يجدوا ضالتهم فيما بين أيديهم من كتب التفسير، سهلة المنال، لأن بعض المفسرين جعلوا همّهم بيان المذاهب النحوية، والنكات البلاغية في محكم الآيات، وبعضهم عُني بالأحكام واستنباطها، وآخرين وقفوا جهدهم على الشؤون الكونية، والمناحي الفلسفية والتدليل عليها، إلى غير ذلك من وجوه البحث والشرح للقرآن.
انطلاقاً من هنا فقد اعتني بوضع هذا الكتاب الصغير والذي اشتمل على سرد أدبي لقصص القرآن وتفسير للعديد من الآيات القرآنية الشريفة، وذلك بأسلوب مبسط يشرح العبرة، ويوضح المغزى العام للنص القرآني. إقرأ المزيد