تاريخ النشر: 01/01/2000
الناشر: دار الكلمة للطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة الناشر:ما ضرورة الجنس؟! لا يوجد جواب بسيط، لأن جذر الجنس يغوص عميقاٌ في طبيعة الأشياء ذاتها، ونحن وبطرق متعددة منتجات له. الجنس يُفهم فقط من خلال علاقته بالأشياء الأخرى، علاقته بالكائنات الحية التي تعبر عنه، وبالبيئة التي تعيش فيها هذه الكائنات، وبماضيها الطويل المتبدل بوصفها كائنات حية في عالم متغير. ...لذلك، خلال هذا الكتاب أو معظمه، يصبح الجنس جزءاً من طبيعة الأشياء ولا يقف وحدياً. فالجنس هو قاعدة التطور، أما التكاثر الجنسي فهو أمر آخر، ولما كانا متشابكين جداً، صار لزاماً علينا أن ندرسهما معاً.
ولفهم الموضوع، لا بد أن ننطلق من بداية الأشياء تبعاً لما تبدو عليه من وجهة نظرنا الإنسانية المحضة؛ كيف نظر الناس إلى وجودهم الخاص ومشكلة أصلهم عبر العصور. وسننهي بحثنا بدراسة موضوعية عن الإنسان، مغلقين بذلك الدائرة بشكل ما...
لست أدري كم في العلاقة النباتية الحيوانية من الجنس وكم فيها من التكاثر، لكنني أرى أنها ساحرة وتستحق الانتباه. فلم لم يقم النحل، بأصنافه المتعددة، بتلقيح زهور النباتات لانقرضت مئة ألف فصيلة نباتية أو تزيد على وجه الأرض، إنها لمسؤولية ثقيلة هذه الملقاة على عاتق صنف واحد من الحشرات...
أجد من الصعوبة بمكان أن أرسم خطأ بين طور من التطور الإنساني وآخر، مع التأكيد أن كثيراً منه يغوص بعيداً في الماضي حيث لا تصله مراجع الحاضر. رغم ذلك فإن الكثير من إنسانيتنا يعتمد على شيء ما غير الهورمونات المتنقلة والدماغ المدهش، يعتمد على ميزة التطور التي أمكن لها أن تحدث عندما أمكن تغذية جنين واحد فقط في الرحم...
كان كوكبنا وما زال يتغير منذ بداية وجوده. والحياة التي ظهرت على سطحه، هدهد مهدها المحيط، فالماء والأملاح يتخللان الآن كل جوهر الكائنات الحية، مهما ابتعدت عن البحر. كان العالم البدائي للحياة مبللاً بالكامل ومالحاً -ومازال دمنا كذلك- وهذه الشروط تتحكم بكل شيء نفعله أو نكونه، وبكل الطبيعة أيضاً...
جاء التطور من خلايا الجنس، ومن هورمونات الجنس جاء الجنسان وبعض الروابط المتبادلة، ومن الحليب جاءت الأمومة وموضوع الوالدين بشكل عام، وأدى تسلق الشجر إلى اكتساب رؤية الألوان واليد والعقل وشيء ما من الصوت... لقد بدأنا بالحياة والجنس، وتركنا بالحب والعقل الذي له عين للجمال. إلى أين سنذهب من هنا ما لا أعرفه... إقرأ المزيد