الشرق مهد الحضارات وأرض الرسالات
تاريخ النشر: 01/12/2003
الناشر: المركز العربي للأبحاث والتوثيق
نبذة نيل وفرات:"الشرق من الحضارات وأرض الرسالات" كتاب زاخر بكنوز العلم والمعارف، والثقافة. كتاب ليس جديداً في موضوعه، ولا عنوانه، وفي تنسيق أبوابه وفصوله، بل الحدّة فيه تكمن فيه تكمن في ما يختزنه بين دفتيه من درر علمية، وجواهر معرفية، ولآلئ ثقافية، كما بالحكم والمآثر التي تهم الجميع بدون استثناء في ...اللون أو الجنس أو اللغة أو الدّين أو ما شابه. ولكن ربما تستحوذ على البعض، ممن يطلع على هذا المضمون للكتاب، فكرة غرابة أو تشاؤل، حيث تبدو المواضيع المدرجة، لأول وهلة، وفي نظر البعض، متباينة لا تربط بينها روابط، ولا يجمعها موضوع واحد. هذا من ناحية، وفي ناحية أخرى رب قائل: ما هي العلاقة بين هذه المواضيع المتنوعة وبين عنوان الكتاب: "الشرق مهد الحضارات وأرض الرسالات"؟ فبالعودة إلى الشرق مهد الحضارات يمكن القول بأن معظم المؤرخين والباحثين أجمعوا على أن بلاد ما بين النهرين هي مهد الحضارة البشرية. ففي القرن السابع قبل الميلاد ظهرت في حيال "زاغروس"، في كردستان العراقية، ثقافة العصر الحجري الحديث، وأطلق عليها اسم اشهر آثارها "ثقافة جرمو". وهكذا فقد ازدهرت أمم وشعوب، ووالت دول وممالك، مخلفة وراءها نوعاً من أنواع الحضارات التي تتنوع وتختلف طبقاً لأحوال كل مملكة، وكل دولة، ومفاهيمها، وتطورها، وانتكاساتها، وأحوالها المعيشية. وعلى سبيل المثال نذكر: الحضارة البابلية، السومرية، الآشورية، الكلدانية، أضف إليها الحضارات: المصرية، الهندية، الصينية، الفينيقية، الفارسية، وجميعها نشأت في بلاد الشرق. وقد تميّزت كل منها بنوع من الحضارة بتناول العلوم، الفلسفة، الدين، الثقافة، أنماط العيش، الاختراعات، الاكتشافات، الآداب... إلى ما هنالك من ضروب المعارف والفنون نستنتج مما تقدم، أن لكل شعب حضارته وثقافته الخاصة به، بحيث تمتزج مع غيرها، وتصبح تراثاً يحتفظ به أصحابه ويحافظون عليه، حتى في زمن التقهقر والانتكاس.
من كل ذلك نجد أنه لا غرابة إذا ما تضمن الكتاب مواضيع متنوعة، لأنها تصب كلها في خانة واحدة: "خانة الحضارة". وبالنسبة للعنوان: أوليس الشرق منهلاً للعلوم والثقافات كما ذكرنا آنفاً. وأيضاً: أوليس الشرق مهبط الوحي، ومهد الديانات السماوية؟ من هنا يتضح للقارئ الترابط القوي بين مضمون الكتاب وبين عنوانه. كما يتضح له مدى تعمّق الكاتب بموضوعه الذي وبشكل منطقي اختار له هذا العنوان.
وأما الغاية من هذا الكتاب، فهو إمتاع القارئ وتثقيفه، وتعريف هذا الجيل بحضارة الشرق الثرية لينهلوا من مناهلها العذبة شراب المعرفة والثقافة، ويمتصوا من رحيق رسالات الشرق السماوية فضيلة الحكمة والقيم الروحية، ويتنشقوا من رياحين آدابه عبير المحبة ومكارم الأخلاق. إقرأ المزيد