شرح ديوان حسان بن ثابت الأنصاري
تاريخ النشر: 01/10/2003
الناشر: دار الفكر العربي للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:صاحب الديوان هو حسّان بن ثابت بن المنذر وينتمي إلى مالك بن النجّار الأنصاري الخزرجي. كانت ولادته بالمدينة حوالي سنة 563م/59هـ ونشأ بها شاعراً حتى قيل أنه أشعر أهل مصر. أدرك الجاهلية والإسلام، أتقن المدح وامتهنه في الجاهلية فمدح الغسانيين وملوك الحيرة وغيرهم.
وكان شاعر النبي صلى الله عليه ...وسلم في الإسلام. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحب الاستماع إلى شعره واعتمد في الرّد على شعراء المشركين، ويعتبر شعره تسجيلاً لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم. ومن الملاحظ أن حسّان بن ثابت آمن بالله ورسوله، وأخلص في الدعوة إلى الإسلام وفي الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضدّ الكفار والمشركين، فكان كما قال عنه ابن عباس رضي الله عنه:" جاهد مع الرسول الله بنفسه ولسانه"، لذا فقد انصب شعره الإسلامي في الدفاع عن العقيدة الإسلامية وعن صاحب الدعوة وعن المسلمين. وقد سخّر شعره بفنونه وأنواعه للقيام بهذا العمل، فإذا أراد أن يمدح مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا أراد أن يفخر، فخر بإسلامه وبدفاعه عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وإذا أراد أن يهجو، هجا أعداء الإسلام وأعداء الرسول صلى الله عليه وسلم، وإذا أراد أن يصف، وصف دفاع المجاهدين في سبيل الله وصبرهم في المعارك التي خاضوها ضدّ أعداء الإسلام من مشركين وكفّار.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيه المال ويحنو عليه. وعندما توفاه الله صلى الله عليه وسلم بكت عينا حسّان وانفطر قلبه، ونظم أجمل القصائد الرثائية في رثاء الرسول صلى الله عليه وسلم، وقبله رثى المجاهدين الشهداء الذين سقطوا في المعارك دفاعاً عن العقيدة الإسلامية.ويلاحظ أن شعر حسّان بن ثابت كان عابقاً بالعاطفة الصادقة، والإيمان بالله تعالى ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً.
هذا وتعدّ قصائده التي تطرق فيها إلى ذكر معارك المسلمين سجلاً وثائقياً بالمعلومات التاريخية والقتالية، حيث يذكر أسماء المقاتلين والشهداء، واصفاً المعارك أدقّ وصف في عبارة رشيقة تنمّ عن إيمان صادق، بعيد عن الصناعة والتكلف.
وقيل أن شعره الإسلامي أظهر شاعرية فذّة، لأنه كان صادراً عن قلب مؤمن بالإسلام، محبّ لرسول الله صلى الله عليه وسلم مخلص للدعوة الإسلامية، مما جعل هذا الشعر يتميز بصدق العاطفة ورقّّّّّّة الشعور ونبل الإحساس، كما كان بعيداً عن الصناعة الشعرية والتصنع في اتخاذ المواقف. وإذا قال النقاد قديماً:" أجمل الشعر أكذبه" فإن شعر حسّان يقال فيه:" أجمل شعر حسّان أصدقه". وسيتجلى ذلك كله للقارئ من خلال هذا الكتاب الذي يضم بين طياته ديوان حسّان بن ثابت مرفقاً بالشرح. إقرأ المزيد