مفاهيم الجمالية والنقد في أدب الجاحظ
(0)    
المرتبة: 68,100
تاريخ النشر: 01/01/1981
الناشر: مؤسسة نوفل
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إن الدكتور "ميشال عاصي" كان مؤمناً بأن أبا عثمان كان رائداً من رواد الفكر الأدبي عند العرب، وأن له في هذا المجال مشاركة طليعية في إرساء قواعد الجمالية العربية، وفي تكونها منذ القرن التاسع الميلادي، فقد حاول إبراز هذا الدور مستنداً إلى أبرز آثاره وهي: كتاب "التربيع والتدوير"، كتاب ..."البخلاء"، كتاب "الحيوان"، "رسالة المعلمين" وكتاب "البيان والتبيين".
تناول أولاً كتاب "التربيع والتدوير"، وهو مؤلف جامع لكثير من وجوه المعرفة المكثفة، بما فيها الفكر الأدبي في البلاغة والنقد، فلم يخرج منه بحصاد وفير، لأن حديث الجاحظ فيه، كان بمجمله أقرب إلى الإيماء والتلميح والإجمال منه إلى التفصيل والشرح والتحديد. ولذلك طالع في الكتاب فقرات في الفكر الأدبي مغلقة على ذاتها، مستعصية على الفهم كأنها الباب المرصود.
وانتقل بعد ذلك إلى كتاب "البخلاء" فإذا هو بدوره لا يختلف كثيراً عن سابقه من حيث فقدان الشروح والتحديدات، ومن حيث الإيماء بالدلالات البلاغية والنقدية إيماءً عابراً لا يخلو من الغموض أحياناً. لذلك كان كل ما استطاع الخروج به من مفاهيم وآراء منتزعاً انتزعاً من غفلات قلمه، أو من غزارة هذا القلم، وتنوع آفاقه، ومجموعاً من على جوانب دربه الأدبي الفسيح.
وما إن انتقل إلى مطالعة "كتاب الحيوان" حتى وجد مادة للعمل أغنى وأخصب، لا لأن الجاحظ قد قصد في هذا المصنف إلى تخصيص فصول مستقلة يعالج فيها مسائل البيان والبلاغة والنقد الأدبي، بل لأن بعض مواد الكتاب قد ساقته سوقاً إلى الشرح والتفصيل. فقد توقف مراراً، وخاصة في الجزء الرابع والخامس، محاولاً أن يكشف عن الدلالات الدقيقة لآيات من القرآن. وكان يشير في ثنايا ذلك إلى ما فيها من صور المجاز والاستعارة والتشبيه. كذلك صنع في تعليقه على بعض الأشعار. وهنا يظهر أن الجاحظ ملم بوجوه كثيرة من ألوان البيان والبديع، وعلم الجمال الأدبي عامة، وإن لم يذكرها جميعاً بأسمائها الاصطلاحية المعروفة.
وقبل أن يلج أبواب "البيان والتبيين" عرج على "رسالة المعلمين"، فوقع فيها على أوفى تعريف للأدب عنده، أثبته في مكانه من هذا الكتاب. إقرأ المزيد