مدينة ماردين من الفتح العربي إلى سنة 1515م/921هـ
(0)    
المرتبة: 83,054
تاريخ النشر: 01/01/1987
الناشر: عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:لما كان إقليم الجزير الفراتية يشكل بمجموع مدنه وأصقاعه وحدة طبيعية متكاملة أرضاً وشعباً وتاريخاً، فإن تطير تاريخ مدينة معينة من مدن هذا الإقليم، يتناول الأحداث السياسية والعسكرية ومن ثم الجوانب الحضارية، لا يمكن الوصول إليه، ولا يتسنى له الاكتمال إلى على ضوء ربطه ومقارنته أو مداخلته بتواريخ وحضارات ...بقية المدن الأخرى لا سيما المجاورة منها.. وعلى هذا الأساس، سار المؤلف حسن شميساني" في دراسته هذه التي حدد موضوعها بمدينة ماردين، إحدى مدن هذا الإقليم.
فبعد أن تناول بالبحث التاريخ الإسلامي المقرر لهذه المدينة بكل مراحله وأحدثه ومستجداته، رغب في إلقاء الضوء على المرحلة التاريخية السابقة لما هو مقرر، ونعني بذلك مرحلة ما قبل الإسلام، لكونها الأساس والمدخل. إذ فيها كانت ولادة المدينة وقيامها وظهورها على مسرح الأحداث في بلاد ما بين النهرين، مع ما تميزت به تلك الأحداث السياسية منها والعسكرية، من آرامية ورومانية وساسانية وفارسية، من مظاهر القوة أو الضعف، وما وأكبرها من معالم حضارية تركت بصماتها على المدينة أرضاً وشعباً.
وكما التزم في الرجوع إلى المرحلة السابقة على الإسلام من أجل التمهيد لما هو مقرر، كان عليه بالمقابل أن يلتزم ليطال الفترة الزمنية اللاحقة لهذا المقرر، وذلك من أجل اكتمل الغاية المتوخاة من هذه الدراسة وهذه ما جهده في بحثه وإظهاره كلياً، من خلال تنسيق وترتيب المعلومات التي أمدته بها أمهات الكتب التاريخية والجغرافية حيناً، والأدبية والأثرية أحياناً، إضافة إلى كتب أخرى من تراجم أعلام ودوريات ونميات عربية وأجنبية وسواها، مما خطته أقلام الرحالة الذين تسنى لهم زيادة المدينة، فوقفوا على صحة ما خط من أخبارها، واطلعوا على ما تبقى من معالمها.
هذا ولما كان موضوع هذه الدراسة يستعرض تاريخاً طويلاً زمنياً للمدينة-من الفتح العربي إلى سنة 1515م/320هـ-ويتناول الجوانب الحضارية التي واكبت هذا التاريخ، فإن البحوث التي احتواها بقسميها التاريخي والحضاري، انصبت على درج الفترات التاريخية وحوادثها، وكذلك الجوانب الحضارية، حسب تسلسلها الزمني، ووفق التقسيم التقليدي المعروف للتاريخ في العصر الوسيط.
وهكذا كان، فبعد أن وطأ هذه البحوث بتواطئه أظهر فيها بعض خصائص المدينة ومزاياها الجغرافية، أدرج في فصول، خصص خمسة منها بالأدوار التاريخية المقررة، مع لفتة سريعة للماضي السابق على الإسلام، وإلمامه قصيرة، انتظمت في قلة من الورقات حيناً وتناثرت فزينت حواشي العديد من الصفحات أحياناً، وذلك رغبة من المؤلف في عرض المستجدات، التي طرأت على أوضاع المدينة وتاريخها في العصور اللاحقة للفترة المقررة. إقرأ المزيد