من حديث أبي عبيدة مجاعة بن الزبير العتكي البصري
تاريخ النشر: 01/06/2003
الناشر: دار البشائر الإسلامية
نبذة نيل وفرات:إن سنة النبي صلى الله عليه وسلم-التي هي الأصل الثاني من أصول التشريع الإسلامي-حظيت بعناية العلماء من عهد الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وخدمت بالجمع والتصنيف والتحقيق، وعقد لها المجالس للتحمل والأداء، ولم يدع المحدثون في ذلك وسبله من وسائل التثبيت والتحري إلا وسلكوها فظهرت العلوم الكثيرة التى تناولتها في ...جميع جوانبها: رواية ودراية، ووضعوا القواعد التي بها تقاس المتون والأسانيد وتوزن.
والذكر كما يقول العلماء اسم واقع على كل ما أنزل الله تعالى على نبيه من قرآن أو من سنة. وقد تحدث الأستاذ سيد قطب عن مكر أعداء هذا الدين، ومحاولتهم للنيل من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم تصدى المحدثون لهم، فقال: لقد جاء على هذا القرآن زمان في أيام الفتن الأولى كثرت فيه الفرق، وكثر فيه النزاع وتمت فيه الفتن، وتماوجت فيه الأحداث، وراحت كل فرقة تبحث لها عن سند في هذا القرآن وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودخل في هذه الفتن وساقها أعداء هذا الدين الأصلاء من اليهود-خاصة-ثم من القوميين، دعاة القومية الذين تسمّوا بالشعوبيين، ولقد أدخلت هذه الفرق على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما احتاج إلى جهد عشرات العلماء الأتقياء الأذكياء عشرات من السنين لتحرير سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وغربلتها وتنقيتها من كل دخيل عليها من كيد أولئك الكائدون لهذا الدين... الخ.
وهذا المجموع يقدم دليلاً واضحاً على ما قام به المحدثون من جهد في جميع السنة وتصنيفها، وضعه أئمة من القرون الأربعة الأول، وقد اشتمل على ثلاثة كتب: فأما الكتاب الأول: فهو يتعلق بأحاديث مُجَّاعة بن الزبير، وهو محدَّث صالح صدوق من محدِّثي القرن الثاني المشهود له بالخيرية، وهو ممن يروي عن أعيان من أئمة تابعين كالحسن البصري، ومحمد بن سيرين وغيرهم. وأما الكتاب الثاني: فهو جزء يرويه الإمام الحافظ محمد بن مخلد العطار الدوري ثم البغدادي، المتوفي سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، وله ثمان وتسعون سنة، ويروي منه أحاديث محمد بن عثمان بن كرامة العجلي، شيخ البخاري وأبي داود والترمذي وغيرهم، وأحاديث طاهر بن خالد بن نزار بن المغيرة الأيلي، شيخ أبي حاتم الرازي وغيره، وأحاديث أبي علي الحسن بن عرفة العبدي، المحدث الثقة المعمر، كما روى أيضاً الأحاديث عن شيوخه الآخرين. وأما الكتاب الثالث: فهو للإمام الطبراني، وقد جمع فيه نماذج من صور التكافل الذي كان عليه السلف الصالح. إقرأ المزيد