تاريخ النشر: 01/01/1995
الناشر: دار الجديد
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"كيف حدث لي أن تورّطت هذه الأفكار وكأنها ارث عائلي، أي انتهاك له انتهاك لي وبما أنها أفكار حرة في أشبه بطفل هش يستلزم في كل لحظة عناية كاملة. كان من الممكن أن أبقى في العراق مجرّد شاعر له دواوين ومداحون بل ومتهاترون، لو لم يصدر قرار دفع بدل ...الخدمة العسكرية فحصلت على جواز يمكنني السفر إلى لندن أو أن أقتل برصاصة قناص إبان الحرب الأهلية اللبنانية وينتهي الأمر، لو أعطاني فرانسوا ماسييرو الذي كان عضواً آنذاك في الأممية الرابعة، أربعمئة فرنك، ثمن تذكرة الطائرة إلى بيروت، كما كان يفعل مع بقية الأعضاء. لو آه كم هي جميلة منطقة بيغال.
كان بروتون يعيش هنا قرب مترو بلانش في شارع فونتين، هاهي نافذته تطل على شارع رشتوار... مكتوب على الجبين. كل إنسان محكوم بمصير، وما نشاطاته إلا لإبراز هذا المصير إلى العيان. ربما اخترت الطريق الخاطئ، لكنني سأستمر فيه. ذلك أن عيب الظلال السوداء هو أنها لا تحجب النور، بل تشفه انسلالاً جديداً؟. يمضي عبد القادر الجنابي في سرد سيرة حياته وعملية الكتابة هذه ليست مجرد تعبير عما خفي على الكاتب في أعماقه، وإنما هي كذلك جولاته على سطح الأعماق لاكتشاف ما ترسب في ذاكرته فغدا جزءاً منه، فالكاتب، بقدر ما يتشرد في بيئة ذاتية حرّة، يولد لديه، في حمى هذا التشرد، شعور بالاستيلاء على مجمل الماضي وبالابتعاد عن كل موضوعية.
كذلك فيما يغلق في ذاكرته من كلام الآخرين يتقمص أحياناً كثيرة معاني غير تلك التي قصد إليها أصحابه. ويؤول هذا-أن ذاكرة الكاتب ليست تراكمية انتفاعية، يؤول، في صفحات هذا الكتاب، بعض الاقتباسات بقوسين لتذكير القارئ فقط، بأنها ليست لصاحب الذكريات، وأن تكاد تكون في صلب ما يفكر به، دون ذكر "على حد قول"، أو "كما قال"، وذكر غالباً ما يرتد خيانة لغائية قائلها الباطنية. إقرأ المزيد