تاريخ النشر: 01/01/1987
الناشر: دار الوحدة للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:"الخنوع" رواية تاريخية خارجة على المألوف، لتكون "توراة العصر الفيلهيلميني" كما وصفها الكاتب الألماني الشهير والحاد الفكر والكلمة، كورن توفولسكي. وهذا يعني أن "هاينرش مان "تخطى الفترة الآنية، وتخطى شخصيات روايته وأحداثها، فلم يقدم لنا أحداث رواية وشخوصها فحسب، بل سجّل تاريخاً أخذ دور المؤرخ العادي التقليدي البعيد عن ...الحس المرهف المنغلق عما حوله. وبالتالي العاجز عن سبر أغوار نفوس البشر في مجتمع معين، تلك النفوس التي تصنع التاريخ... لأن التاريخ لا يمكن أن يرصد من خلال شخصيات سلطوية معينة. بل هو نتاج لمجموع البشر... لمجتمع كامل... بكل مؤسساته وأفراده. وهذا يعني رصد كل ما في المجتمع من تناقضات: تركيبته الطبقية... علاقاته الإنتاجية... فالصورة التاريخية الصافية، هي التي تنطلق من التركيب الطبقي لمجتمع معين، والتي تطرح السؤال عن كيفية نشوء هذه الطبقات، وعن الأسباب المادية التي تقف وراء هذه التناقضات الطبقية... وتصر على السؤال والبحث عن الظواهر والظروف المؤثرة في التغيير والانتقال الطبقي داخل هذا المجتمع، ورصد اللحظات التاريخية التي تعيش فيها هذه الطبقة المتدخلة، حالات الصراع. وصولاً إلى حتمية الانتقال لتشكيلة اجتماعية جديدة، ممثلة في السلطة السياسية.
هايزش مان أثبت بعمله هذا وبحملة أعماله الأخرى، كونه أديباً، مؤرخاً، ناقداً، رافضاً لنظام اجتماعي يشوّه الإنسان، ويجعله عدو نفسه، وبالتالي عدو عالمه... أظهر الشخصية الأولى في رواتبه ولا حقها منذ ولادتها حتى "قمة نجاحها"، سبر أغوارها بكل ما لديه كشاعر من رصيد كبير في الحس والعلم والفكر... درس هذا النموذج من ضمن علاقات وواقع اجتماعي وطبقي وسياسي، وأخرجه بما لديه من قدرة لغوية، وحسب أدبي وتقنية روائية شبه محكمة، ليعطي صورة عن مجتمع كامل.
وهذا يعني أن هذا المؤرخ الأديب مان، ولفترة تزيد عن الأربعة عشر عاماً دراسة روح عصر، ونفسية شعب، ورصيد كل الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والنفسية لهذا الشعب. إقرأ المزيد