تاريخ النشر: 01/01/1995
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة نيل وفرات:"بدأت الأعضاء تلتئم، تابع التكوين غائباً ففاته أن يتبين كيف التحم الجسم، واستعاد المخلوق صورته الضائعة. استعاد الصورة ولكنه في وضع غريب. كان يهجع على الجنب الأيمن. يضم ركبتيه إلى صدره ويطرح ذراعيه على فخذيه. ينكمش حول نفسه كالقنفذ، يتقوس كوليد في بطن أمه. ولكن المدهش هو الطريقة التي ...أدرك فيها التقاطع، فالتف حوله كأفعوان الأدغال، واحتواه في الفراغ الواقع بين صدره وثنية الركبتين. توقع أن يتلاشى التقاطع ويضيع في دائرة التكوين، ولكن ذلك لم يحدث. بل وجد يد المجهول تتمادى وترسم معجزة أخرى. بدأ ذيل التقاطع المتجه صوب الجنوب يتلوّن بخيوط استعارت ألوان قوس قزح كلها، تمددت الألوان في الغلات ببطء، وقبل أن يبلغ المدى انتقل إلى التقاطع الآخر الممتد بين الشرق والغرب.
معنى وقت آخر اكتملت الألوان. اكتملت الصورة، صار التقاطع النبيل أكثر بهاء بالألوان، وتقوّس حوله بدن المخلوق راسماً دائرة هائلة تابع العلامة، ولكنه لم يفهم الرسالة". يفجر إبراهيم الكوني معانيه صوراً بل عوالم تمتد في حضن صحراء شاسعة اتسعت مسافتها بين أرض وسماء، وشاشة فضائية تتراقص على صفحتها أشكال تنبت من أرض خيال مترع بالأساطير وبالموروث من الحكايا. وكقارئ تسرح طوراً من سحر الحكاية، وأطواراً تنطلق بفعل ساحر لترافق الجن لتتكلم بلغتهم وتسمع بأذنهم وتروي الحكم بلسانهم... جمال وحسناوات وحكم وحكايات، وإبراهيم الكوني يمضي في الجزء الثاني من رواية السحرة في اجتذاب الأنس إلى عالم الجن، ويمضي في جعل صحرائه من مأهولة بعالم كائنات قادمة من خلف السطور. إقرأ المزيد