لقد تمت الاضافة بنجاح
تعديل العربة إتمام عملية الشراء
×
كتب ورقية
كتب الكترونية
كتب صوتية
English books
أطفال وناشئة
وسائل تعليمية
متجر الهدايا
شحن مجاني
اشتراكات
بحث متقدم
نيل وفرات
حسابك لائحة الأمنيات عربة التسوق نشرة الإصدارات
0

كلام العرب

(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 179,192

كلام العرب
4.75$
5.00$
%5
الكمية:
كلام العرب
تاريخ النشر: 01/01/1990
الناشر: دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع، الدار الشامية للطباعة والنشر والتوزيع
النوع: ورقي غلاف عادي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:اللغة العربية التي تحمل هذا الإسم الآن، هذه اللغة التي أنزل بها القرآن، كانت أحدث لغات الساميين عهداً بالكتابة، وهي مع ذلك أقدم تلك اللغات ميلاداً، وأرسخها قدماً في خصائص العائلة اللغوية كلها. ويبدو أنها، على مشارف الجاهلية الأخيرة، كانت قد تقلص ظلها بين العرب أنفسهم، حتى أصبحت آخر ...الأمر لغة مقدسة لهم، تحمل أريج الأسلاف الأوائل، وتستعمل عندما يعظم الخطب، في المناسبات الإحتفالية الكبرى، التي يريد فيها أبناء هذه الامة أن يقولوا، فينتشر عنهم ما قالوه في أحياء العرب كافة، ويبقى على ألسنة الأبناء والأحفاد من بعدهم. وهكذا لهجوا بها في مواسم الحج، وفي الأسواق، ونطقت بها وفودهم السياسية عند المنافرات والأحلاف، وهوّل بها الكهنة والزعماء والفرسان، وإستعملها الأطباء والعرافون لتضفي على ثقافتهم الخاصة مزيداً من الرهبة والجلال، كما ترنم بها الشعراء حتى يحفظوا على فنهم، الذي كان أعز فنونهم، قدسية يستمدها من قدم هذه اللغة، ويضمنوا له ذيوعاً وإنتشاراً لا تصل إليه لهجة من لهجاتهم القبلية المحلية.
وكانت قريش تتولى الأمانة على هذه اللغة المقدسة، كأمانتها على سائر المقدسات: فهي حارسة الكعبة، المسؤولة عن السدانة والسقاية والمأوى وإحياء الشعائر والطقوس فعندما ينقل لنا الرواة أن قريشاً كانت أفصح العرب، وأنها مع ذلك كانت أفقر العرب في الشعر وأغناهم في المال، فإنهم بذلك يقررون حقيقة، وهي أن اللغة الفصحى، اللغة العتيقة، التي لا يعرفون من مبدئها أكثر مما يعرفون من مبدأ الكعبة نفسها، وما كان فيها من أصنام وأوثان، إنما عاشت على لسان قريش كما عاش فيهم الحجر الأسود، ولم يحوزوا ذلك إكتساباً، ولا بملازمة الشعراء والرواة، والأخذ عنهم، ولكن كانت العربية الفصحى عندهم تراثاً متواتراً متصلاً، هيأتهم رسالتهم بين العرب للحفاظ عليه والمعيشة فيه.
فالذي حدث مع نزول القرآن الكريم، لم يكن إذاً توحيداً للهجات العرب في لسان عام يستوعبها جميعاً وإنما كان نهضة للغة المقدسة، وعودة بها إلى الحياة العامة في أنشط ما تكون، وخروجاً بها عن دائرة اللغة الأرستقراطية الخاصة إلى أن تكون أداة البيان العام للدين الجديد والدولة الجديدة. الإسلام فرض اللغة الواحدة كنا فرض الإله الواحد، لغة قريش وإله إبراهيم، ولكن ما من شك في أن هذه اللهجات التي سبقت الإشارة إليها، وإن لم تدخل أقانيم في تكوين اللغة الواحدة، قد رشح منها بعض أثر، تسرب إلى لغة قريش، ثم إنطلقت هذه اللغة حية ناهضة شابة تحتل مكان لغات سامية أخرى كانت قد ماتت في هذا الشرق الأوسط أو دخلت في دور الإحتضار، وكان منطلق اللغة العربية هذا مع إنتشار الدين في معظم الأحيان، أو توغل سلطانه الفكري والحضاري والسياسي مع كتائبه المحاربة في بعض الجهات التي قبلت العروبة ورفضت الإسلام.
وكان إنتشار العروبة في هذه المواطن أمراً طبيعياً، بكونها الوريث الوحيد لألسنة الساميين الأخرى، كما كان زوالها من بلاد قبلت الإسلام ورفضت العربية أمراً طبيعياً أيضاً، كإيران وأفغانستان وتركيا والباكستان، لأن الميراث اللغوي لم يكن من حق العربية شرعاً، في بلاد ألسنتها هندية أو طورانية من حيث الأصول والجذور.
وهنا أيضاً لم تسلم العربية الفصحى من رشح آخر، كالذي تسرب إليها من لهجات القبائل بل أشد خطراً، فبقايا الساميين بلهجاتهم ولكناتهم من ناحية، وتلك الأمم الشعوبية برطناتها الغربية، وحضاراتها العريقة، وعرفها المختلف من ناحية أخرى، كل ذلك ترك أثره في الفصحى، سواء أكان ذلك في النطق أم في تصريف الألفاظ أم في التركيب. ثم إن هذه اللغة بعد أن حملت عبء حضارة من أضخم ما عرفت الإنسانية من حضارات، جاء عليها حين من الدهر أظلمت فيه الدنيا من حولها، فكانت عصور الجمود أولاً ثم التدهور والإنحطاط ثانياً، على طول أيام المماليك والعثمانيين حيث حكم هؤلاء وأولئك، وفي ظل التفتت والفوضى السياسية والتأخر الفكري حيث لم يحكموا.
وإنتعشت القوميات في أوروبا وأمريكا في خلال القرن التاسع عشر، وتكالب الإستعمار على أفريقية وآسية حتى بلغ ذروته في ذلك القرن نفسه، ونقل المستعمر معه، ورغم أنفه، بقية من وعي قومي هزت البلاد التي أرادها ملكاً له فأيقظتها من سباتها، وكان في مقدمة من إستيقظ: العالم العربي. وتذكرت الفصحى مع هذه اليقظة أيامها المجيدة الأولى، فقامت حركة واسعة النطاق لإحياء هذه اللغة وتجديد شبابها. وهنا إرتطم لسان المتكلم بمعوقات عهود الإنحطاط، وكان عليه أن ينتفض حتى يصنع لنفسه لغة جديدة بأن تهيئ له مكانة في حضارة القرن الجديد. وهنا أيضاً كثر الأخذ والجذب، وكثرت في اللغة الأقاويل. فالبحوث العلمية العليا في الطب والهندسة والطبيعيات والرياضيات كانت لا تريد، أو بالأحرى لا تستطيع، أن تعبر بالعربية، وبقينا عشرات السنين ندرس ذلك كله بالإنكليزية في بعض بلاد العرب، وبالفرنسية في البعض الآخر.
أما الجامعات الدينية العتيدة، كالأزهر والزيتونة والقرويين والنجف الأشرف، فإنها قطعت الشك باليقين، وبقيت في البداية ترفض تدريس هذه العلوم بالعربية أو غيرها.
وجلجلل ناقوس الخطر في المعسكرات المحافظة، فهب فرسانها يقاتلون مستميتين في الحفاظ على اللغة العتيقة العريقة، كما هي، لا يسمحون بأي تطور. وإعتدلت طائفة فراحت تدعو إلى مزيج من العربية والعامية، أو تدعو إلى صنع ألفاظ جديدة وراء حيطان المجامع اللغوية العربية، بالمئات واللآلآف، في كل علم وفن. وبدا لبعضهم أن الإصلاح يجب أن يولد في المدرسة، وأن الإصلاح هو التقليل والتهوين والتبسيط.
وكان من نتائج هذا أن إنضوى أساتذة العلوم الرياضية والطبيعية والهندسية والطبية تحت هذا اللواء، وتم جانب ضخم جداً من تعريب التفكير العلمي، وإذا بالعالم العربي في جامعاته يعود، رويداً رويداً، إلى دراسة هذه العلوم بالعربية. وتغلبت اللغة على خطر الموت وخرجت من هذه الجولة الأولى والحاسمة، منتصرة إنتصاراً لا شك فيه. في الصفحات التالية يسلط الضوء على آفاق العربية خاصة لمعرفة خصائصها لتصوير الذوق اللغوي العام الذي يميزها ثم لمس بعض ما تعرضت له من مشاكل في تاريخها الفكري الطويل.

إقرأ المزيد
كلام العرب
كلام العرب
(0)    التعليقات: 0 المرتبة: 179,192

تاريخ النشر: 01/01/1990
الناشر: دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع، الدار الشامية للطباعة والنشر والتوزيع
النوع: ورقي غلاف عادي
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:اللغة العربية التي تحمل هذا الإسم الآن، هذه اللغة التي أنزل بها القرآن، كانت أحدث لغات الساميين عهداً بالكتابة، وهي مع ذلك أقدم تلك اللغات ميلاداً، وأرسخها قدماً في خصائص العائلة اللغوية كلها. ويبدو أنها، على مشارف الجاهلية الأخيرة، كانت قد تقلص ظلها بين العرب أنفسهم، حتى أصبحت آخر ...الأمر لغة مقدسة لهم، تحمل أريج الأسلاف الأوائل، وتستعمل عندما يعظم الخطب، في المناسبات الإحتفالية الكبرى، التي يريد فيها أبناء هذه الامة أن يقولوا، فينتشر عنهم ما قالوه في أحياء العرب كافة، ويبقى على ألسنة الأبناء والأحفاد من بعدهم. وهكذا لهجوا بها في مواسم الحج، وفي الأسواق، ونطقت بها وفودهم السياسية عند المنافرات والأحلاف، وهوّل بها الكهنة والزعماء والفرسان، وإستعملها الأطباء والعرافون لتضفي على ثقافتهم الخاصة مزيداً من الرهبة والجلال، كما ترنم بها الشعراء حتى يحفظوا على فنهم، الذي كان أعز فنونهم، قدسية يستمدها من قدم هذه اللغة، ويضمنوا له ذيوعاً وإنتشاراً لا تصل إليه لهجة من لهجاتهم القبلية المحلية.
وكانت قريش تتولى الأمانة على هذه اللغة المقدسة، كأمانتها على سائر المقدسات: فهي حارسة الكعبة، المسؤولة عن السدانة والسقاية والمأوى وإحياء الشعائر والطقوس فعندما ينقل لنا الرواة أن قريشاً كانت أفصح العرب، وأنها مع ذلك كانت أفقر العرب في الشعر وأغناهم في المال، فإنهم بذلك يقررون حقيقة، وهي أن اللغة الفصحى، اللغة العتيقة، التي لا يعرفون من مبدئها أكثر مما يعرفون من مبدأ الكعبة نفسها، وما كان فيها من أصنام وأوثان، إنما عاشت على لسان قريش كما عاش فيهم الحجر الأسود، ولم يحوزوا ذلك إكتساباً، ولا بملازمة الشعراء والرواة، والأخذ عنهم، ولكن كانت العربية الفصحى عندهم تراثاً متواتراً متصلاً، هيأتهم رسالتهم بين العرب للحفاظ عليه والمعيشة فيه.
فالذي حدث مع نزول القرآن الكريم، لم يكن إذاً توحيداً للهجات العرب في لسان عام يستوعبها جميعاً وإنما كان نهضة للغة المقدسة، وعودة بها إلى الحياة العامة في أنشط ما تكون، وخروجاً بها عن دائرة اللغة الأرستقراطية الخاصة إلى أن تكون أداة البيان العام للدين الجديد والدولة الجديدة. الإسلام فرض اللغة الواحدة كنا فرض الإله الواحد، لغة قريش وإله إبراهيم، ولكن ما من شك في أن هذه اللهجات التي سبقت الإشارة إليها، وإن لم تدخل أقانيم في تكوين اللغة الواحدة، قد رشح منها بعض أثر، تسرب إلى لغة قريش، ثم إنطلقت هذه اللغة حية ناهضة شابة تحتل مكان لغات سامية أخرى كانت قد ماتت في هذا الشرق الأوسط أو دخلت في دور الإحتضار، وكان منطلق اللغة العربية هذا مع إنتشار الدين في معظم الأحيان، أو توغل سلطانه الفكري والحضاري والسياسي مع كتائبه المحاربة في بعض الجهات التي قبلت العروبة ورفضت الإسلام.
وكان إنتشار العروبة في هذه المواطن أمراً طبيعياً، بكونها الوريث الوحيد لألسنة الساميين الأخرى، كما كان زوالها من بلاد قبلت الإسلام ورفضت العربية أمراً طبيعياً أيضاً، كإيران وأفغانستان وتركيا والباكستان، لأن الميراث اللغوي لم يكن من حق العربية شرعاً، في بلاد ألسنتها هندية أو طورانية من حيث الأصول والجذور.
وهنا أيضاً لم تسلم العربية الفصحى من رشح آخر، كالذي تسرب إليها من لهجات القبائل بل أشد خطراً، فبقايا الساميين بلهجاتهم ولكناتهم من ناحية، وتلك الأمم الشعوبية برطناتها الغربية، وحضاراتها العريقة، وعرفها المختلف من ناحية أخرى، كل ذلك ترك أثره في الفصحى، سواء أكان ذلك في النطق أم في تصريف الألفاظ أم في التركيب. ثم إن هذه اللغة بعد أن حملت عبء حضارة من أضخم ما عرفت الإنسانية من حضارات، جاء عليها حين من الدهر أظلمت فيه الدنيا من حولها، فكانت عصور الجمود أولاً ثم التدهور والإنحطاط ثانياً، على طول أيام المماليك والعثمانيين حيث حكم هؤلاء وأولئك، وفي ظل التفتت والفوضى السياسية والتأخر الفكري حيث لم يحكموا.
وإنتعشت القوميات في أوروبا وأمريكا في خلال القرن التاسع عشر، وتكالب الإستعمار على أفريقية وآسية حتى بلغ ذروته في ذلك القرن نفسه، ونقل المستعمر معه، ورغم أنفه، بقية من وعي قومي هزت البلاد التي أرادها ملكاً له فأيقظتها من سباتها، وكان في مقدمة من إستيقظ: العالم العربي. وتذكرت الفصحى مع هذه اليقظة أيامها المجيدة الأولى، فقامت حركة واسعة النطاق لإحياء هذه اللغة وتجديد شبابها. وهنا إرتطم لسان المتكلم بمعوقات عهود الإنحطاط، وكان عليه أن ينتفض حتى يصنع لنفسه لغة جديدة بأن تهيئ له مكانة في حضارة القرن الجديد. وهنا أيضاً كثر الأخذ والجذب، وكثرت في اللغة الأقاويل. فالبحوث العلمية العليا في الطب والهندسة والطبيعيات والرياضيات كانت لا تريد، أو بالأحرى لا تستطيع، أن تعبر بالعربية، وبقينا عشرات السنين ندرس ذلك كله بالإنكليزية في بعض بلاد العرب، وبالفرنسية في البعض الآخر.
أما الجامعات الدينية العتيدة، كالأزهر والزيتونة والقرويين والنجف الأشرف، فإنها قطعت الشك باليقين، وبقيت في البداية ترفض تدريس هذه العلوم بالعربية أو غيرها.
وجلجلل ناقوس الخطر في المعسكرات المحافظة، فهب فرسانها يقاتلون مستميتين في الحفاظ على اللغة العتيقة العريقة، كما هي، لا يسمحون بأي تطور. وإعتدلت طائفة فراحت تدعو إلى مزيج من العربية والعامية، أو تدعو إلى صنع ألفاظ جديدة وراء حيطان المجامع اللغوية العربية، بالمئات واللآلآف، في كل علم وفن. وبدا لبعضهم أن الإصلاح يجب أن يولد في المدرسة، وأن الإصلاح هو التقليل والتهوين والتبسيط.
وكان من نتائج هذا أن إنضوى أساتذة العلوم الرياضية والطبيعية والهندسية والطبية تحت هذا اللواء، وتم جانب ضخم جداً من تعريب التفكير العلمي، وإذا بالعالم العربي في جامعاته يعود، رويداً رويداً، إلى دراسة هذه العلوم بالعربية. وتغلبت اللغة على خطر الموت وخرجت من هذه الجولة الأولى والحاسمة، منتصرة إنتصاراً لا شك فيه. في الصفحات التالية يسلط الضوء على آفاق العربية خاصة لمعرفة خصائصها لتصوير الذوق اللغوي العام الذي يميزها ثم لمس بعض ما تعرضت له من مشاكل في تاريخها الفكري الطويل.

إقرأ المزيد
4.75$
5.00$
%5
الكمية:
كلام العرب

  • الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
  • الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً

معلومات إضافية عن الكتاب

لغة: عربي
طبعة: 2
حجم: 24×17
عدد الصفحات: 176
مجلدات: 1

أبرز التعليقات
أكتب تعليقاتك وشارك أراءك مع الأخرين