تاريخ النشر: 01/01/1992
الناشر: دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:هذا الكتاب لبنة متواضعة في التأصيل للفكر المنهجي عند المحدثين في جانب منه، هو علم زوائد الحديث.
وهذا الجانب كان مساره وظهوره عند علماء الحديث ونقاده عملياً تطبيقياً، شأن العلوم والفنون المختلفة في وجودها ونشأتها، بيد أن الجانب التأصيلي له كعلم بكل ما يتعلق به: تعريفاً، وموضوعاً، وغاية وثمرة، ونشأة ...وتأريخاً، وقوانين قواعد، إلى غير ذلك، لم يحظ بالعناية أو الاهتمام بعد، إلا ما تجد من شذرات وجمل متفرقة تمس بعض قضاياه أو مسائله، وذلك في بعض مقدمات الأئمة لكتبهم التي صنفوها في إفراد زوائد بعض كتب الرواية على الدواوين الستة الأصول المشهورة.
ولذا لزم التوجه إلى الاهتمام بذلك والعناية به، تأكيداً على وجوب الاشتغال والعودة إلى العلوم الأصلية -والتي منها علم الحديث الشريف- دراسة وتصنيفاً وتحقيقاً وعناية وإبرازاً.
ثم القيان بعملية وصل لتلك العلوم الأصلية -بما تمثله من مناهج وأسس في التفكير، وعلم، وهدي، وقيم -بواقع الحياة والأحياء، بعد أن أصبحت وللأسف في حياة الأمة الإسلامية تغليباً مجرد مباحث وعلوم نظرية، ومنظومات مرسومة محفوظة، لا تشكل عقلاً، ولا تبني فكراً، ولا تستنبط فقهاً، ولا تدخل واقعاً، ولا ترتبط بماض، ولا تساهم في حاضر، فضلاً عن أن تعمل لمستقبل!
وقد قسم الكتاب إلى ثلاثة فصول. تضمن الأول منها ثلاثة مباحث: تناول أولها: تعريف علم الزوائد، ثم قام بشرح التعريف شرحاً مفصلاً، أظهر فيه كلياته وأفراده وتطبيقاته، مبيناً فيه عن محترزاته وقيوده. وتناول ثانيها: غاية هذا العلم وثمرته، التي تتمثل في تقريب السنة المطهرة وتيسيرها، مع ذكر أربعة أوجه لهذا التقريب والتيسير تفصيلاً. أما ثالثها: فكان في بيان مراتب الأحاديث الزوائد رواية واستدلالاً، وحصرها في ست مراتب.
وفي الفصل الثاني: عرض لنشأة هذا العلم وتاريخه، وذلك من خلال دراسة مصنفاته، وخصائصها، ومناهج أصحابها فيها. أما الفصل الثالث والأخير، والذي يشكل أس الكتاب، فقد بحث قواعد علم الزوائد، ذاكراً في بدايته القواعد الثلاث التي اتفق عليها الأئمة الذين صنفوا في فن الزوائد في اعتبار الحديث من الزوائد.
ثم أضيف إليها ثماني قواعد جديدة، كان المؤلف قد وضعها عند قيامه بتأليف كتاب "زوائد (تاريخ بغداد) على الكتب الستة". وهذه القواعد الجديدة من حيث مؤداها متفقة مع القواعد الثلاثة الأولى الأصول المشار إليها آنفاً، بل هي من جانب بمثابة الضوابط لها، فضلاً عن كونها بداية تتفق وحد هذا العلم وغايته، كما أنها تتفق في جلها مع مجموع تطبيقات الأئمة الذين صنفوا في زوائد الحديث. إقرأ المزيد