تاريخ النشر: 01/12/2002
الناشر: رياض الريس للكتب والنشر
نبذة نيل وفرات:إذا افتقدت الكتابة "عناديتها" افتقدت قيمتها وغايتها. فالكتابة المهادنة هي كتابة سلبية، وصفية، ليس لها رأي، ومن ثم فإنها لا تضيف إلا ركاماً إلى ذلك الركام الكثير من الكتابات التي لا تفعل شيئاً ولا تقول شيئاً إلا في إطار تلك القوالب والصيغ التي رُسِمت لها فجاءت كتابات متشابهة متماثلة ...لا تعبر عن رأيها إلا بذلك الصوت الباهت الشاحب الذي يفتقد حرارة التوهج.
فالكتابة لا بد لها من أن تخرج من دائرة القولبة، والتعليب.. إلى دائر الفعل والحركة والمواجهة.. لكي تقول: لا لكل الظواهر السلبية، سياسية كانت أم فكرية، ثقافية أم اجتماعية. وهي بذا تكون قد ساهمت في معالجة مشكلات الأمة.. ويكون الكاتب أدى شيئاً من رسالته الأخلاقية.. أما إذا كانت أوجاع الأمة وهمومها لا تسبب أرقاماً وقلقاً وصداعاً للكاتب، فهو عندما يكتب إنما يمارس نشاطاً رياضياً ذهنياً مجرداً وتصبح الكتابة لديه ضرباً من ضروب الوجاهة والنزف.
ولا مانع من أن يمارس الكاتب نشاطه الرياضي الذهني؛ ولكن ليس بعيداً عن وجع الأمة وألمها... وإلا فإنه بذلك يمارس أنانية وانعزالية، ونفعانية فردية، تجسد السلبية وتكرس الخطيئة في حق أمة تغرق في أوحال المحن والشدائد. وذلك ما تجسد فعلاً في عمل الكاتبة عند بعض الكتاب على الساحة الثقافية العربية وفي وسائل إعلامها المرئية المسموعة والمكتوبة مثل ذلك مأساة، وهي مأساة حقيقية تكمن في أولئك الكتاب الذين يقفون في زمن محنة الأمة موقف الكائد والمتربص، فيصدمونها بذلك العقوق والجحود والتنكر، ويرجفون بها سياسياً، وفكرياً وثقافياً، ليدفعوا بها نحو المزيد من التثبيط، والإحباط، والرضوخ لكل المكائد. وجميع أشكال إملاءات التطبيع، والتمييع والاستلاب!! فالأمة العربية تمر بأسوأ مراحل انحطاطها عبر التاريخ بل إنها تسابق الزمن في سرعة التراجع والتردي والانهزام على كل الأصعدة.
أمام ذلك كله كان لزاماً على المثقف الواعي والكاتب النزيه أن يقول شيئاً وأن يشارك بشيء إخلاصاً للوطن وإبراءً لذمة الكلمة وذمة الضمير. من هذا المنطلق تأتي مقالات عبد الله محمد ناصر أو ما أسماها بالمعاندات الكتابية، وهي ما هي إلا تعبير عن هواجسه المؤرقة التي تمّ له نشرها في جريدة الرياض السعودية تحت عنوان "بالفصيح".
تلك الهواجس هي في السياسة والفكر والثقافة والاجتماع والهم الوجداني. وأما غاية الكاتب منها فليست المعاندة في حدّ ذاتها، وإنما لتضيف هواجسه المكتوبة صوتاً إلى تلك الأصوات التي تقول: لا.. أمام ذلك الخطر الجارف الذي سيعقبه خرابٌ لا يشبه أي خراب، وسيحدث تدميراً لم يسبقه أي تدمير، والذي لو وقع لا قدر الله فإنه لا ينفع معه وقتها لوم اللائمين ولن ينفع الأمة معه أيضاً لعن المرجفين، والمطبعين.نبذة الناشر:هذا الكتاب هو عبارة عن مقالات معاندة لعبد الله الناصر في محاولة منه لدرء التفسخ السياسي والتخريف الثقافي الذي نشهده في الصحافة العربية والقنوات الفضائية التي أخذت على عاتقها مهمة ترويج الجهل والأمية ومحو الثقافة الأصلية.
إنها هواجس في السياسة والفكر والثقافة والاجتماع، تستبق الكارثة وتحاول قول لا أمام خطر جارف سيعقبه خراب، لن ينفع فيه إذا وقع، لوم اللائمين ولعن المرجفين وتسويغ المطبعين.
يصرخ المؤلف هنا معتبراً أن المحايدة والميل إلى الدعة من قبل الكاتب هو موقف من مواقف الإزراء والخذلان يتنافى مع أخلاق الكتابة كمهنة شريفة تنادي بالعدالة والمحبة ورفع الظلم. إقرأ المزيد