أنبياء التوراة والنبوءات التوراتية
(0)    
المرتبة: 172,115
تاريخ النشر: 01/11/2002
الناشر: دار الينابيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إن العهد القديم، كما هو معروف، يشكل الأساس الإيماني للديانتين اليهودية والمسيحية، ففي كتاب "أصول الدين المسيحي المفصلة" المعتمد من قبل الكنيسة الأرثوذكسية بمثابة أحد المناهج التدريسية الأساسية في المداري الدينية (وقد قام بتأليفه مطران موسكو فيلاريت (دروزدوف) في أواسط القرن الماضي)، نجد المؤلف يتساءل: "ما الذي يسمى بالكتاب ...المقدس؟" ثم يجيب كالآتي: "إنه الكتب المكتوبة من قبل الروح الإلهية، عبر أناس الرب المقدسين، الذين يسمون بالأنبياء والرسل. عادة، تسمى هذه الكتب بالتوراة". أما القمص ن.مالينوفسكي في الكتاب الدراسي (اللاهوت العقائدي الأرثوذكسي"، الخاص بالأكاديميات الدينية، فيستكمل التعريف السابق هكذا: "بالتالي، فإن الكتب التي تسمى بالتوراة ليست أعمالاً أدبية بشرية عادية، كما أنها لا تماثل الآثار الدينية للشعوب غير المسيحية، بل هي كتب مقدسة أو روحية-إلهية، إنها كلمة الرب ذاتها".
مثل هذا التقديم للتوراة يبقى قائداً حتى الآن، دون تغيير، لدى جميع الكنائس المسيحية وفي الديانة اليهودية أيضاً. وفي الواقع تشكل التوراة، بالتحدي، "عملاً أدبياً بشرياً". وإذا نظرنا إليها على هذا النحو، فيجب أن نتفق مع إ.كريفيليوف )وهو مؤلف عدد من الدراسات حول التوراة) حين يعتبر أن هذا العمل الأدبي يمكن تقويمه بوصفه "ظاهرة هامة في تاريخ الثقافية، تستحق الدراسة باهتمام وعناية".
وكما يشير المستشرق السوفيتي إ.دياكونوف: "إن فهمنا للأدبيات العبرية القديمة "التوراتية" سيكون فهما أفضل إذا نحن-مرة وإلى الأبد-تخلينا عن تقويمها (بالمعنى الإيجابي أو السلبي) على إنها "كتاب" خصوصي فريد (إما أنه كتب بوحي إلهي وإما أنه مكتوب خصيصاً لتخييل جماهير الشعب) ونظرنا إليه كما هو أي بوصفه واحداً من آداب الشرق القديم، شبيها بها من حيث الطراز، ولا يزيد عنها أو ينقص في صفته الدينية، كما لا يزيد عنها أو ينقص-بشكل عام-من حيث الرجعية أو التقدمية".
ليست التوراة عملاً واحدا متكاملاً، بل مجموعة مؤلفات مختلفة، يفوق تعدادها عن ستة عشر وتسمى مجازياً "الكتب" وتتباين بشكل بالغ، إن كان من حيث الحجم أم من حيث زمن التدوين أم من حيث اللون الأدبي والأسلوب، فهي تعود لمؤلفين مختلفين. في التوراة المسيحية يجري التمييز بين العهد القديم والعهد الجديد، وكل "كتاب" في التوراة يحمل تسميته الخاصة به. مثلاً: التكوين، كتاب النبي ارميا، المزامير، انجيل متى، الخ. في الطبعات المعاصرة من التوراة يتم تقسيم الكتب إلى إصحاحات وإلى "إعداد" تمثل مقاطع قصيرة من النص.
لقد جرى إدخال هذا التقسيم في وقت غير بعيد نسبياً: التقسيم إلى إصحاحات في القرن الثالث عشر وإلى أعداد في وقت لاحق، على يد الطباع الباريسي روبرت ستيفان، عام 1551. إن الإصحاحات والأعداد مرقمة، ومن الدارج، عند إيراد أي مقتطف من التوراة، الإشارة ليس إلى رقم الصفحة، كما هي العادة، بل إلى تسمية الكتاب (مقتطعة) ورقم الإصحاح والعدد.
على أية حال، هكذا يجري عادة إيراد المقتطفات من المصادر القديمة الأخرى مثل ملامح هوميروس أو مؤلفات شيشرون، وهي طريقة مؤاتية من حيث كونها تضمن العثور بسهولة على المقطع المطلوب في النص أياً كانت طبعة الكتاب، وبغض النظر عن كمية الصفحات فيه.
لقد أمسى العهد القديم كتاباً مقدساً في الديانة اليهودية القديمة، بينما أصبح العهد الجديد كتاباً مقدساً في المسيحية لكن، بما أن المسيحية-كما هو معروف-قد تكونت (إلى حد كبير) على أساس اليهودية، فإن أتباعها وجرياً على التقاليد كانوا يعتبرون العهد القديم كتاباً مقدساً أيضاً، وحتى الآن تعتبر كافة الكنائس المسيحية التوراة بعهديها القديم والجديد كتاباً مقدساً، في حين تعترف اليهودية فقط بالعهد القديم.
وفي هذا الكتاب سيدور الحديث حول أنبياء التوراة، أي حول الناس الذين جرى تدوين بنوءاتهم في التوراة، ويشكل رئيس ضمن جزئها الأول، المسمى العهد القديم ولما كان هذا العهد قد ظهر بمثابة كتاب مقدس للديانة اليهودية القديمة، فقد وجد المؤلف أنه لمن الملائم بالنسبة إليه تذكير القار ببعض المعطيات العامة عن تلك الديانة، وقبل كل شيء في التوراة، وهي المصدر الأساسي للمعطيات المشار إليها، وبالتالي ضمن كتابه مدخلاً عن الديانة اليهودية وتاريخها، بعد ذلك قام بتقسيم مادة كتابه إلى أقسام عنوانها بما يلي: أنبياء إسرائيل القدامة، الأنبياء الكتاب ومشكلة يهوه، أنباء في الأسر البابلي، أنبياء مرحلة ما بعد الأسر، المخرج من أزمة التبرير-اكتشاف الثواب الأيدي، كتاب دانيال. نبوءات العهد الجديد "الرؤيا". إقرأ المزيد