تاريخ النشر: 01/12/2002
الناشر: شركة دار الخيال
نبذة نيل وفرات:امسك كتاباً وأقرأ. صفحة، صفحتان، عشر صفحات، انتبه أنني لم أكن أقرأ شيئاً. عيناي تمشيان فوق السطور فقط، دون النقاط أي معنى، أترك الكتاب، اقترب من المذياع، أضغط على الزر، ثمة شيخ يتحدث عن الدين، ينصح الناس أن يتوبوا ويرجعوا إلى ربهم... أحرك إبرة المذياع، المذيع ينقل أخبار الحرب، ...الطائرات تغير وتقذف عشرات الصواريخ، القتلى بالمئات. أحرك الإبرة مرة أخرى، موسيقى، موسيقى ناعمة هادئة، أنصت إليها طويلاً وأنا مستلق على الأريكة. أمدّ قدمي إلى الأمام، أستند إلى الوراء، تفعل بي الموسيقى فعل السحر، أغمض عيني، أشعر بالخدر ينتشر في جسدي وروحي وأفكاري.
أمشي فوق الماء ولا أغرق، إلى أي مدى أمشي، هناك، وراء الأفق، عالم مختلف، أنزلق إلى وادٍ عميق فتفتح أمامي كوّة كبيرة، أنزلق في داخلها، تنغلق خلفي، تسألني طفلة بيضاء كالقمر هل رأيت أمي؟ لم أر أمها أهز رأسي نفياً، أمشي كأننى أمشي في فراغ، كأنني موبأ بالهواء، أرتفع عن الأرض، أخطو بخفة كذباب عال مغلق، ينفتح الباب لمجرد اقترابي منه، أعبر الباب، ها أنا في فسحة كبيرة، تحت قبة ملونة بزجاج أحمر وأصفر وأخضر، أين أنا؟ صمت يلف المكان"، "وميض البرق" هي غير المألوف في الرواية العربية، أنها وميض خاطفة تخترق الوعي دون ترتيب، إنها ليست بداية وعقدة ونهاية أنها غير ذلك.نبذة الناشر:"كم يأخذني الضجر من القصص، وكم أرتاب من خطط الحياة التي ترسم على الورق مرتبة منسقة" هذا ما تقوله فرجينيا وولف.
وتقول: هل العقدة الروائية مهمة؟ إن الغاية من الحبكة أن تثير انفعالات القارئ. لكنها في الحقيقة ليست ضرورية أبداً، إنها لا شيء، ليس ثمة ما يدعو الروائي إلى إزعاج نفسه بطريقة مصطنعة، بل إن كل لحظة هي مركز ومكان التقاء عدد لا حصر له من الأحاسيس التي لم يفصح عنها بعد، الحياة تظل دائماً أغنى منا نحن الذين نحاول التعبير عنها...، فلنسجل الذرات كما تتساقط على وعينا وبالنظام ذاته الذي تتساقط فيه. فلنرسم، مهما بدا ذلك مفككاً غامضاً، الصورة التي يطبعها في ذهننا كلّ مشهد، كل حادث..."
بذلك "وميض البرق" هي غير المألوف في الرواية العربية، إنها ومضات خاطفة تخترق الوعي دون ترتيب، إنها ليست بدلة خياطة، أزرار هنا وأزرار هناك، وثنية هنا وثنية هناك، "وميض البرق" غير ذلك كله. إقرأ المزيد