تاريخ النشر: 01/01/2002
الناشر: دار الكلمة للطباعة والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:جاءت فكرة هذه الدراسة أثناء انعقاد مؤتمر مدريد للسلام في 30 تشرين أول 1991، وكان الليكود حينها في السلطة بزعامة اسحق شامير رئيس الحكومة الإسرائيلية، الذي رضي، وعلى مضض بانعقاد المؤتمر، وبما حدد لعلية السلام من قواعد وأسس ومبادئ. وكان السؤال المركزي: هل ستفعلها إسرائيل؟ وتقبل السلام؟... وفي صيف ...1993 هزم الليكود بزعامة شامير وسقط في رئاسة الحكومة بانتخابات جاءت بحزب العمل وميدتس بزعامة اسق رابين إلى السلطة عبر برنامج للسلام. وكان ائتلاف رابين الحكومي القوة الإسرائيلية التي قيل إنها ستترجم القرار الأمريكي بالسلام على أرض الواقع. فتبلورت أكثر فأكثر فكرة لدى مؤلف هذه الدراسة الكتابة عن التأثيرات المتبادلة بين عملية السلام والحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بعد مدريد، أي بين النوايا باتجاه الالتزام، ولو لفظياً، بمبادئ وأسس ومرجعية مدريد من جهة، ومواقف وممارسات الحكومة الإسرائيلية ممثلة برئيسها والأحزاب والقوى السياسية الممثلة فيها وبالوضع الداخلي أو التركيبة السياسية المؤثرة في القرار السياسي الإسرائيلي من جهة ثانية.
انطلاقاً من ذلك تابع المؤلف وعلى مدى السنوات التي ألحقت مؤتمر مدريد، التفاعلات الإسرائيلية الداخلية وتحالفاتها وشروخاتها وما يمكن أن تفرزه من وقائع ومعطيات على العملية السلمية في المنطقة، مع التركيز على مواقف وبرامج "الحكومة" وممارستها فيما يتعلق بهذا الجانب أو ذاك من عملية السلام دون إغفال الدور الأمريكي كراع وشريك في هذه العملية بل وكيف كانت كل حكومة إسرائيلية تتعاطى مع الدور الأمريكي، وتتعامل مع الطروحات الأمريكية، سواء أكانت توفيقية، "وسطية" أم منحازة بشكل أو بآخر، للجانب الإسرائيلي.
وإذا كان ليس بالإمكان تحديد مستوى معين لعملية التأثير المتبادلة بين الحكومة الإسرائيلية ومتطلبات السلام، إلا أن الواقع من السياق العام لهذه العلاقة المتبادلة وجود عجز إسرائيلي، وعدم قدرة على اتخاذ قرار يدفع بعملية السلام إلى الأمام. وفي الوقت نفسه حافظت سورية على من أطلق هذا العهد بأن الأرض ستبقى لنا وستعود عاجلاً أم آجلاً ولن نكون مستعدين لدفع ضريبة هذا العجز على حساب سيادتنا وكرامتنا،"لا يؤكد الرئيس بشار الأسد. وفي هذا الشأن، وجد المؤلف نفسه في سباق مع الزمن لإخراج هذه الدراسة ونشرها لترى النور.
في كل ما تقدم ، نصل إلى أن الهدف من هذه الدراسة هو البحث في المواقف والممارسات والوقائع والطروحات من قبل الجانب الإسرائيلي، التي حالت دون أن يتعامل الإسرائيليون، وحكوماتهم المتعاقبة، بجدية وبنيّة صادقة مع عملية السلام كما انطلقت في مدريد، مع النظر إلى بيدر المشهد الإسرائيلي على اختلاف توقعاته ومظاهرة تجاه عملية السلام ومتطلباتها الأساسية ومقوماتها الجوهرية... إقرأ المزيد