عراق بلا قيادة، قراءة في أزمة القيادة الإسلامية الشيعية في العراق الحديث
(2)    
المرتبة: 4,299
تاريخ النشر: 01/01/2006
الناشر: المركز العراقي للدراسات والإعلام
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:إن الثقل الأكبر الذي يعمل عليه هذا الكتاب لا يقع في حيز فكر القيادة، أي بمعنى نظريات القيادة التي حكمت تاريخ العمل الإسلامي في العراق الحديث، إنما يقع في الحيز العملي، الميداني التجريبي، التاريخي في هذه الفترة الزمنية. وهذا الحيز بقدر ما يقود الباحث إلى مناقشة الأفكار والمناهج والنظريات، ...فهو يقوده في الحيز المتبقي لمهمة هذا الكتاب إلى طرح بعض المعالجات الفكرية القيادية الإسلامية العامة، بل حتى، ولو بشكل غير مركزي، إلى التطرق إلى نظريات في العمل القيادي غير الإسلامية. ووفقاً لمهمة الكتاب هذه، فإن السؤال الأول يتمحور حول البداية التي ينبغي الانطلاق منها في هذا الإطار، إذ أن عنوان الكتاب يشمل العراق الحديث، أي القيادات الإسلامية التي تحكمت في أدائها ورؤاها وفكرها فيه، منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة، وهذا الأمر يتداخل بشكل جذري وأساسي في ملابسات وجذور الأحداث ما قبل ولادة هذا العراق "أي ثورة العشرين"، وما قبلها من احتلال إنكليزى للبلاد، ومن ثم تغطية هذه الفترة الاحتلالية بكل أحداثها الصاخبة. وهي أحداث توضح إلى حد كبير وجهاً إيجابياً لمفاهيم النضال والمقاومة والثورة وقصص البطولة، ورموز هذه العناوين من رجالات العراق الذين أبلوا بلاءً حسناً، ودحروا الاحتلال المباشر بحكمة وحنكة وشجاعة.
إنّ هذا التداخل بين لحظة التأسيس للدولة الواقية الحديثة وما قبلها وما بعدها من أحداث يفرض إلى حد ما قراءة شمولية استيعابية كلية لإعادة التحليل والتفكير ومن ثم التقييم الإجمالي، والأسباب التي أدت فيما بعد إلى "استقرار" الأمور فيما يرتبط بالعمل الإسلامي بشكل آخر، هذا الشكل السلبي، الذي حصل فيه العراق على استقلال شكلي، وليس على استقلال حقيقي، فإيجابية هذا العمل ما قبل تأسيس الدولة، والتي جاء التأسيس نتيجة لها، تحولت بعد سنتين أو ثلاث إلى سلبية في النتائج.
إلا أن المؤلف آثر عدم الخوض في تلك الفترة التي سبقت التأسيس ورافقته والتي جاءت بعده مباشرة، فهذه كتب عنها الكثير، ودوّنت بأكثر من مدوّن كتاريخ جاهز لمن يريد الاطلاع عليه. هذا من ناحية ومن ناحية ثانية فإن فكرة التسليم إلى استبداد ملك عربي يحكم العراق بحد ذاتها، رغم بديهيتها كخطأ في الوعي العراقي والعربي، هذه الفكرة لوحدها تحتاج إلى قراءة أزمة هذا البلد من أكثر من بعد وجهة وجانب، إذ يمكن اعتبارها محطة بارزة في الطريق إلى النكبة، نكبة القيادة التاريخية الشيعية التي نكب بها هذا البلد، والتي شكلت جذراً عصبياً تراكمت عليه كل النكبات اللاحقة في الملف القيادي الشيعي حتى يومنا هذا، فهذا الجذر هو الوجه السلبي البارز الذي ارتأى المؤلف الانطلاق منه في قراءته لأزمة القيادة الإسلامية الشيعية في العراق الحديث.نبذة المؤلف:لم يكن هذا الكتاب كتاباً فكرياً بحتاً ولا كتاباً تاريخياً خالصاً ولا كتاباً اجتماعياً متخصصاً، أو كتاباً سابحاً في نظريات القيادة السياسية،، أو متخصصاً بالشروط النظرية والأكاديمية لها كاتجاهات للمسألة القيادية، إنما هو كتاب يحاول إعطاء تصورات عن أزمة القيادة الإسلامية-الشيعية بمفهومها العام في نقطة جغرافية محددة، وفي زمن محدد، بما يستدعي كل تلك الاتجاهات كحقول تحركت عليها، انطلاقاً من الأداء القيادي الميداني كركيزة في القراءة التي حكمت إلى منهج مرن ومتحرك والتي كانت راصدة بالضرورة لملابسات الصيرورة التاريخية لخط مهيمن من خطوطها حكم إلى علاقات خاصة مع الأمة والسلطة وخطوط المؤسسة الأخرى.
وكحالة التعدد القيادي الخاضع لتصنيفات على منظومة من الأسس والمباني الفكرية والفقهية والمعرفية والسياسية التي سيستغرق في أحد أكثر نماذجها أهمية وهو نموذج (خطي الخلافة والشهادة) للشهيد الصدر الأول مارا بأشكال القيادة الفردية والمشتركة والنائبة والمفروضة والرمزية وقيادة البطل والرمزية الاختبارية منتقلاً إلى إشكال الخطاب القيادي الطلاسمي والتمجيدي والتعميمي الحاضرة إلى غياب الخطاب الرقمي والاسمي، وباحثاً المؤثرات الخارجية والداخلية التي تصنع قادة وتقتل قادة وتحارب قادة، ماراً في استثمار الوعي المجتمعي التاريخي الموروث السلبي في جدل الصراع القيادي الحاد، واقفاً في نفس الوقت على بعض الظواهر السلبية وفق منهج دراسي مقارن، كعلاقة القائد بالمكان، والقيادة الوراثية، وإشكالية العمق الجغرافي الاستراتيجي، وغياب دور المثقف الديني المستقل ورموزه القيادية التي ستؤول إلى خلل في توازن الخطوط القيادية.
عبر هذه النقاط تابع الكتاب أزمة القيادة، مناقشاً وكاشفا وناقداً ومحللاً ومنظراً ومقترحاً ومرجحاً ومقارناً وموثقاً لكل ما تضمنته تلك النقاط، مبوباً إياها عبر خمسة فصول.
(عراق بلا قيادة) كتاب سيضم بين دفتيه الكثير من المسكوت عنه، مسلحاً بوثائق لم تنشر من قبل، وبخطاب قائم على الدليل وجامع للمنهج الأكاديمي والهم الرسالي، منحاز إلى الحقيقة المغيبة عن الأمة بما تحتاج إليه من جهدٍ استثنائي وأمانة ضمير. إقرأ المزيد