نظرية الجريمة المتعدية القصد
تاريخ النشر: 01/01/2003
الناشر: منشورات الحلبي الحقوقية
نبذة نيل وفرات:إذا شئنا أن نعرف الجريمة "المتعدية" لقلنا إنها صورة من صور الجرائم التي يتعدى الحدث فيها حدود القصد، ليستقر عند نتيجة أشد جسامة له يقصدها الجاني أصلاً. وهي في تسميتها هذه انما تسند إلى العنصر المعنوي فيها، والذي يعبر عنه باصطلاح "القصد المتعدي". وألحق أن فكرة الجريمة المتعدية القصد ...لا تتضح تماماً إلا بعد تحليل الجريمة إلى عناصرها، والوقوف على طبيعتها في النظام القانوني الجنائي.
ولعل ما يقربها إلى الذهن أنها النمط المجرد لجريمة الضرب المفضي إلى الموت في التشريع الجنائي المصري، إذ أنه في هذه الجريمة يقصد الجاني إلى ارتكاب فعل مقصود معين هو فعل (الضرب أو الجرج أو إعطاء المواد الضارة)، ويترتب على هذا الفعل-ودون أن يقصد الجاني إليه_وفاة المجني عليه. هذه الجريمة إذن، جريمة الضرب المفضي إلى الموت، هي المثال الدقيق للجرائم المتعدية، وإليها يميل المؤلف، طوال هذا البحث، عندما يعوزه التطبيق العملي في التشريع. وعلى ضوء ذلك يمكن القول أن هذا الكتاب هو عبارة عن دراسة تأهيلية تحليلية مقارنة لفكرة الجريمة المتعدية القصد، وهي تهدف للكشف عن صورة مستقلة قائمة بذاتها في نظرية الخطأ الجنائي، هي صورة الخطأ المتعدي القصد وإذا كان الأمر كذلك، فإننا نستطيع أن نقول إن النتيجة التي أسفر البحث عنها تتمثل في رفع اللثام عن نظام قانوني مستقل، له معالمه المميزة في نظرية الخطأ، وأحكامه الخاصة في نظرية المسؤولية الجنائية. وهو ليس بالنظام القانوني المأمول في قيامه في التشريع. إنه قائم بالفعل في نصوص القسم الخاص، وبحكم عديد من الجرائم التي يضمها قانون العقوبات. إقرأ المزيد