الاستعمار في جنوب شرقي آسيا
(0)    
المرتبة: 61,241
تاريخ النشر: 01/01/1991
الناشر: دار البشير للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:إن الهدف من هذه الرسالة هو إطلاع القارئ على ما قلّ ودلّ من تاريخ دول جنوب شرق آسيا، خاصة تاريخها الحديث، أي منذ بدء الاستغراب الأوروبي في بداية القرن السادس عشر الميلادي وانتهائه بانتهاء الاستعمار والتدخل الأمريكي هناك عام 1975م واكتمال استقلال تلك الدول.
ويقصد بجنوب شرقي آسيا مجموعة البلدان التي ...تقع جنوب بلاد الصين وإلى الشرق من شبه القارة الهندية والمحاطة من الشرق ببحر الصين والجزء الجنوبي الغربي من المحيط الهادي، ومن الغرب بالمحيط الهندي وخليج البنجال. ويقصد بالعصر الحديث عصر النهضة الأوروبية من بدء القرن السادس عشر الميلادي وإلى اليوم. والذي استهل باستعمار منطقة جنوب شرقي آسيا.
تضم منطقة جنوب شرقي آسيا، ومن الغرب إلى الشرق البلدان التالية: جمهورية برما، مملكة تايلاند، جمهورية لاوس، جمهورية كامبوشيا (كامبوديا قبلاً). جمهورية فيتنام، فدرالية ماليسيا، جمهورية سنجافوراً، جمهورية إندونيسيا، وجمهورية الفلبين.
صارت منطقة جنوب شرقي آسيا ملتقى حضارات عدة في التاريخ، لذلك فحضارات شعبها اليوم هي خليط من الحضارة الهندية الهندوسية القديمة، والحضارة الصينية والحضارة العربية الإسلامية، وحضارات الدول الأوروبية التي استعمرتها في العصر الحديث.
وقد شهدت أهمم تلك المنطقة في التاريخ، شأنها شأن غيرها من أمم مناطق العالم، أياماً عظيمة ومجيدة، وصارت المنطقة منذ الحرب العالمية الثانية محط أنظار العالم، إذ شهدت العديد من الأحداث الهامة منها ومن أهمها: الحرب الفرنسية الاستعمارية ضد الفيتناميين الذين طالبوا باستقلالهم مبكراً من الاستعمار الفرنسي، وبثورة عارمة كادت أن تتلخص منه عام 1954م لولا التدخل الأمريكي الاستعماري الذي أطال تلك الحرب التي شملت أخيراً كل أراضي ما كانت تسمى "الهند-الصينية-الفرنسية"، ولحتى عام 1975م.
وقد أبرزت أحداث تلك الحرب الضروس، نقطة جوهرية في التاريخ الحديث، ألا وهي أن الغزو والاستعمار الأوروبي الذي باشر في القرن السادس عشر ميلادي، باشر في الأصل في أراضي جنوب شرقي آسيا هذه، وإن أدمى حرب استقلالية في عصرنا هذا انتهت فيها.
باشر الاستعمار الأوروبي هناك في الأصل من أجل اكتساب ونهب ثروات تلك المنطقة من البهارات التي كانت التجارة فيها محصورة إجمالاً في أيدي التجار والبحارة العرب والفرس المسلمين.
وقد كان التجار العرب يبتاعون البهارات من أهل جزر الهند الشرقية (أندونيسيا اليوم) ويستوردونها للعالم العربي. وما كان يفيض من الحاجة لها هناك كان يباع لتجار دوقية البندقية الذين اثروا من بيعها واحتكار التجارة فيها في القارة الأوروبية البادئة بالنهوض.
ومن أجل كسر احتكار العرب واحتكار تجار البندقية لتجارة البهارات بدأ الاستعمار الأوروبي بنهوض دولتي البرتغال وإسبانيا أولاً وبروزهما على الساحة الدولية. وقد كان لنهضة تلك الدولتين وحافزاً لبدء استعمارهما في جزر الهند الشرقية المسلمة دافع صليبي قوي دون الدافع الاقتصادي الاستعماري.. أي دافع السلب والنهب.
ونتج عن بدء الاستعمار هذا بدء عصر الاكتشافات الجغرافية الحديثة وعصر التجارة العالمية وعصر السيادة الأوروبية ومن بعدها السيادة الأمريكية... سيادة عسكرية واقتصادية وعلمية وغيرها وعلى كل أطراف العالم. وما زالت تلك السيادة مفروضة إلى اليوم. إقرأ المزيد