الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب
نبذة نيل وفرات:"قبل الميلاد بخمسة قرون اشتهرت سيدة اسمها لوكريسيا بأنها فاضلة وأنها في نفس الوقت ست بيت... وكان زوجها يباهي بها بين الرجال. وكان الرجال يضيقون من حفلات التكريم التي يقيمها الزوج لزوجته بمناسبة ومن غير مناسبة... وعاد كل زوج إلى بيته يسأل زوجته وإن كانت فاضلة، وكانت الزوجات يقلن ...عادة: طبعاً. وكان الأزواج يسألون الزوجات: إن كن قادرات على شغل البيت دون مساعدة من الخادمات، وتؤكد الزوجات أن الخادمات لا يقمن بعمل.. ولكن ظلت لوكريسيا هذه، أشهر الزوجات وأجملهن، وأفضلهن. وكان لا بد من الامتحان. فاتفق الرجال على أن يتركوا القرية ويذهبوا إلى روما. واتفقوا على أن كل زوج لا يقول لزوجته كم سيبقى من الأيام بعيداً عنها. وخرج الرجال وأقاموا في معسكر. وفجأة عادوا إلى القرية. أما لوكريسيا فقد كانت في مكانها من البيت. وبين الخادمات اللائي يعملن في تنظيف البيت. أما بقية الزوجات فكن في رقص وخمر... وتبقى لوكريسيا هي الزوجة الفاضلة الوحيدة. وكان لا بد أن يظهر شاب يحاول أن يقتحم قلعة الفضيلة والجمال، وكان ذلك الشاب هو سكتوس تاركينوس، ابن أحد النبلاء، وتسلل إلى البيت في غياب الزوج. وطردته لوكريسيا. وهددها بالفضيحة. وتكاثر الخدم على هذا الشاب المفتون، وطردوه. وفي الصباح استدعت لوكريسيا أباها وزوجها. وأعلنت أن بيتها قد أهين. وأن كرامتها قد سرقت منها وأن هذا الشاب المفتون يجب أن يلقى جزاءه، وأخذت عهداً على أبيها وزوجها وأخوتها أن ينتقموا لشرف الزوجة والعائلة... وللفضيلة والجمال.
وعندما أقسم الجمع على الانتقام، أخرجت خنجراً من ملابسها وانتحرت. أما الجثمان الشريف فقد انتقل إلى مجلس شيوخ روما ليراه كل الأعضاء واقفين باكين. وليرفع أحد أقاربه يده معلناً الثورة على الفتى وعلى أبيه وأخوته وأسرته.. وأعلنت الثورة على هؤلاء النبلاء، وأخرجوا من روما، وعلى جثمان لوكريسيا، ودفاعاً عن فضيلتها وتكريماً لجمالها، قام الحكم الجمهوري في روما سنة 905 قبل الميلاد".
انتهت المادة التاريخية التي أخذ منها جان هيرودو مسرحية "عندما يكون للرجل ألف عين". وهذه المسرحية كان عنوانها الفرنسي هو "من أجل لوكريسيا".. وليست من شخصيات هذه المسرحية واحد بهذا الاسم، وإن كانت هناك واحدة بهذا الجسم والاسم، واسمها مدام بلانشار، وهي زوجة القاضي ليونيل بلانشار، وهي الفاضلة الوحيدة في مدينة الشر أكس - ان بروفانس في عصر الإمبراطور نابليون الثالث، وقد ظلت هذه المدينة تنبض باللذة والمرح والخمر إلى أن جاءت هذه السيدة الفاضلة فتحولت المدينة كلها إلى مدينة الخطايا. لقد كانت مثل نقطة بيضاء في دائرة سوداء. لقد أشرقت على مدينة مظلمة فانكشفت.. لقد كانت مثل قطعة من الذهب في مدينة كل عملاتها الورقية بلا غطاء. فتحول الناس جميعاً إلى عملات زائفة.. وكان لا بد أن تدفع الفضيلة ثمن الجمال... فعاش الجمال مفضوحاً. وعندما انتحرت مات الجمال، وبقيت الفضيلة شيئاً يرتاد المدينة.. لعنة تطارد كل واحدة في طريقها إلى موعد غرام. لقد أعدم الجمال، ولكن الفضيلة استأنفت الحكم ضد الرذيلة.. إقرأ المزيد