تاريخ النشر: 01/01/2017
الناشر: دار نهضة مصر للطباعة والنشر
نبذة المؤلف:ومن أمد بعيد أحسست أن هناك ازوراراً عن توجيهات الإسلام الحاسمة في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية تمشياً مع أهواء فرد من الأفراد، أو طبيعة جنس من الأجناس، وأن العبادات فقدت روحها، وأصبحت رسوماً ميتة، وأن الأخلاق سقطت عن عرشها، وأمسى تعامل الناس وفق غرائزهم، وأن الصراع العالمي ليس بين الإسلام ...وغيره من أهواء البشر! بل هو صراع بين تطبيقات غبية للإسلام ومسالك بشرية يقظة جريئة..
إن أهل الكتاب الأقدمين حرفوا الكلام عن مواضعه على نحو ما، ونحن- على امتداد عدة قرون- نغلف الوحى بأهوائنا حتى ضاع بريقه. وأكاد أقول لسكان القارات: إن ما ترون في شئوننا ليس ما أنزل الله من كتاب ولا ما قدم رسوله من اسوة، إن ما ترون هو عوج أمة نسيت ما لديها ومضت مع هواها...
وقد بلغ من ضراوة الحجب التي رانت على بصائرها أنها تقاوم من بريد العودة بها إلى طريق الله، وقد رأيت أصوات الجهال تعلو، تساندها قوى شريرة، وأصوات المصلحين تخفت لأن أعداء الحق يخشون عواقب صحوة حقيقية للأمة الإسلامية، بل قد يكون من أعداء الإسلام أشخاص يلحون في الانتماء إليه، والحديث عنه.
أى حديث؟ حديث يتناول مشكلات موهومة ويتجاهل مشكلات قائمة، حديث يزيح الغبار عن الصورة الموجودة، ولا يعيد تشكيل هذه الصورة وفق ما للإسلام من ثقافة ذاتية وسياسية قويمة، إننى أعلن أن ولائى الأول والأخير للإسلام، كما بلغه نبيه، ونفذه خلفاؤه لا كما فعله الحاكمون باسمه، أو الجاهلون به، مهما بلغت مزاعمهم. إقرأ المزيد