العولمة والإرهاب حرب أمريكا على العالم 'السياسة الخارجية الأمريكية وإسرائيل'
تاريخ النشر: 01/11/2002
الناشر: مكتبة مدبولي
نبذة نيل وفرات:من العجيب أن الإدارة الأميركية تجوب العالم حاملة عصاها الغليظة لمحاربة الإرهاب بينما هي تسكت عن هذا الإرهاب الحقيقي في عقر دارها الذي يسعى إلى قتل فكر الأمريكيين وإلى تكميم أفواههم. وضحية هذه الحملة هما حرية الفكر وحرية الكلام اللتان تعتز بهما أمريكا حتى أنها وضعت حمايتهما في أول ...مادة من مواد الدستور الأمريكي. بل كانتا مثالاً ومناراً للشعوب كافة، إذ هما من القيم الأمريكية الرئيسية التي يعجب بها الناس في أنحاء العالم ويندبون حظوظهم لعدم تمتعهم بها.
ويوجد في أميركا، إلى جانب ذلك، ومنذ زمن طويل كثير من وسائل الإعلام التي يطلق عليها في أمريكا "وسائل الإعلام البديلة" ومنها بعض محطات التلفزة وبعض محطات الإذاعة وبعض الصحف بالإضافة إلى مواقع لا حصر لها موجودة الآن على شبكة الانترنيت، وينشر في هذه الوسائل مادة إخبارية وتحريرية غزيرة عن الصورة الحقيقية للقضية الفلسطينية بصورة خاصة.
وفي هذا الكتاب نماذج من مقالات مما كتبه بعض الأميركيين من مقالات فيما يسمى بوسائل "الإعلام البديلة"، هذه المقالات إلى جانب تصويرها لتيار عريض من الرأي العام الأمريكي، فهي تعدّ، بترجمتها، أقل نوع من رد الجميل يمكن أن يقابل العرب به هؤلاء الكتاب الشجعان الذين يعلنون تمردهم على الابتزاز والتجهيل الذي يحاول أنصار إسرائيل تعميمه في المجتمع الأمريكي.
وفي ترجمة مثل هذه المقالات أيضاً فائدة لنا، ذلك أنها تجعلنا نتواصل مع شرائح واسعة في المجتمع الأمريكي، لا تريد بالعرب شماً، بل تعمل من غير طلب منا الوقوف بصفنا. ولعل القارئ يتساءل عن السبب الذي يجعل هؤلاء الكتاب يعارضون سياسات حكومتهم الأمريكية، ويكمن الجواب فيما عبّر عنه تشومسكي في قوله أن المواطن في دولة ما مسؤول عن ما تقوم به تلك الدولة. لذلك فإن واجبه أن يكون رقيباً عليها، ناقداً لها، محتجاً على ما ترتكبه ضد مواطنيها أو ضد الشعوب الأخرى. ولعل في المحاضرات التي يتضمنها هذا الكتاب دليلاً على أن الولايات المتحدة وفي الغرب عموماً أناساً يتميزون بضمائر حية ويقفون في وجه سياسة حكوماتهم غير العادلة ضد الشعوب الأخرى وبالأخص الشعب العربي، وسوف يلحظ القارئ أن لنعوم تشومسكي، الناقد الاجتماعي والسياسي وعالم اللسانيات الشهير، حظاً أكبر من الآخرين في عدد المقالات المترجمة. وليس هذا غريباً، ذلك أنه اشتهر بكونه المفجر الأول لثورة اللسانيات الحديثة في أواخر الخمسينيات من القرن الميلادي المنصرم. ومما يعبر عن مكانته في هذا الحقل وغيره من العلوم ما تقوله المجلة الأمريكية المعروفة The nation عنه: "يعدّ نعوم تشومسكي واحداً من أهم مصادر المعرفة العلمية، وإذا لم يسبق لك أن قرأت شيئاً مما كتبه فذلك علامة على أنك تعاني من جهل متأصل".
وتشومسكي هو واحد من أشهر المعارضين للسياسات الخارجية للولايات المتحدة ومن أكبر المناهضين للسياسات الإسرائيلية. وقد بدأ نشاطه في المعارضة السياسية منذ وقت مبكر، إذ كان أحد قادة الحركات المناوئة للتدخل الأمريكي في فيتنام وفي أمريكا الوسطى واللاتينية منذ أواخر الخمسينيات من القرن العشرين، وله عدد كبير من الكتب والمحاضرات والمقالات ينتقد فيها تلك السياسات نقداً جذرياً قوياً. إقرأ المزيد