تاريخ النشر: 01/01/2004
الناشر: مكتبة الثقافة الدينية
نبذة المؤلف:يكاد يكون الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية مجهولاً للعالم العربي والإسلامي، والصورة العامة عند بعضهم أن حضرموت وعدن وما جاورهما من المحميات التسع بلاد صحراوية جافة، وأهلها متأخرون يسكنون في الخيام، ويشتغلون بالرعي والانتقال وراء الإبل والأغنام سعياً إلى مواطن الكلأ والمرعي، ولاشك أن هؤلاء لا يعلمون أن في ...حضرموت منازل طاعنات في السماء سمتها مس فرياستارك "ناطحات السحاب" وقال عنها المستر بودلي في كتابه "The Messenger"، (إن هندسة هذه المدن الآن ومن قرون قبل الآن أكثر شبها بهندسة نيويورك منها بالهندسة العربية).
لقد كانت حضرموت موطن حياة زراعية مستقرة منذ أقدم العصور، لأن تربتها من النوع الذي يحتفظ بالرطوبة ويختزنها بين ذراته من فصل إلى فصل، كانت جنة الله في أرضه كما كانت موطناً للحضارات المعينية والسبئية والحميرية، وقد استمرت خلال ما يقرب من ألف وخمسمائة عام قبل ظهور الإسلام، وما تزال الآثار الباقية من الخزانات والسدود تدل على ذلك، وعرب الجنوب - وعلى الأخص الحضارم - من أنشط الشعوب وأكثرها ولوعاً بالمغامرات والأسفار.
هذا الشعب الذكي النشيط والمكافح المغامر، يجب أن نعرف الشئ الكثير عن حياته في الماضي والحاضر، لقد أتاحت لنا الظروف السفر إلى حضرموت في صف سنة 1947م، فضينا هناك حوالي ثلاثة شهور اتصلت في خلالها بكل الهيئات والأحزاب على اختلاف مشاربها ومبادئها، وشاهدت بنفسي مظاهر الحركة والنشاط، وبوادر التطورات العلمية والاجتماعية والسياسية، ها أنذا أتقدم إلى القراء بما شاهدته بنفسي في جنوب الجزيرة العربية وما لمسته من التطورات في جميع نواحي الحياة، وقد تناولت بشئ كثير من الاختصار تاريخ حضرموت قديماً وحديثاً لنعطي من يهمه تاريخها فكرة واضحة عنها. إقرأ المزيد