تاريخ النشر: 01/01/2000
الناشر: المجلس الأعلى للثقافة
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة الناشر:هل مات الأدب فعلاً؟ أم هذه مجرد استعارة وبداية للتفكير والتأمل في الواقع.
يتميز هذا الكتاب بثلاثة أوجه: الأول، أن الرجل يحاول أن يكون موضوعياً إلى أقصى حد، يصف الأزمة والموقف ولا يصدر حكماً أخيراً. والوجه الثاني، أنه لا يتهم أحداً بالقتل للأدب، فليس هناك في نظره جريمة يمكن أن تعلق ...على عاتق أحد سواء كان ذلك المدارس النقدية وخاصة البنيوية والتفكيكية أو التغير التكنلوجي الذي صاحب تهافت المطبوع وإفساحه المكون للتكنلوجيا الحديثة من كمبيوتر وانترنت وأدوات تسجيل وتصوير، ثم الوجه الثالث، هو أن الرجل لا يمثل وجهة نظر إيديولوجية. فهو ليس ماركسياً جديداً، وليس من أتباع فوكو أو الحركة النسائية أو محاولات العالم الثالث الدخول إلى ساحة الأدب العالمي، ولكنه أساساً يصور الأزمة والموت للأدب على أنه حصيلة ومجموع لمتغيرات اجتماعية قد جعلت ما يسمى أدباً رومانتيكياً أو حديثاً أمراً يتعلق بالماضي.
فهو -إذن- يرى أن موت الأدب ظاهرة اجتماعية تصاحب كل التغيرات الاجتماعية والسياسية والفكرية الأخرى التي صاحبت الثلاثين عاماً الأخيرة من القرن الذي انتهى فجأة وأدخلنا دون أن ندري تماماً في قرن جديد. فهل نحن في قرن جديد فعلاً أم أننا سنظل في هذا القرن نجرر أذيال خيبتنا في القرن الماضي؟ لقد تغير الشعر، وتغيرت الرواية، وتغير النقد، وأصبحنا نواجه أحكاماً نقدية جديدة تبشر بموت المؤلف وتنذر بأن العمل الأدبي نفسه وأن التصديق أو الحق هي مقولات قديمة قد عفى عليها الزمن. فهل هذا كله صحيح؟.
يثير الكتاب كل هذه الأسئلة ويراجعها في سياقات مختلفة تمثل فصوله المتعاقبة فهو يعرض فشل الخبراء والجامعات في تعريف الأدب من خلال دراسة تفصيلية لقضية رواية لورانس عن الليدي شاترللي. ويعرض بعد ذلك لتغير أدوار المؤلفين والنقاد والقراء.
وينتقل الكتاب بعد ذلك إلى دراسة أثر التغير الاجتماعي في وضع الأدب من خلال النظر في علاقاته بالمؤسسات الاجتماعية والسياسية للمجتمع مثل القانون. فيعالج مسألة الحقوق الخلقية للفنانين ويقدم تفصيلات هامة عن موقف القانون من هذه الحقوق رغم أن مؤسسة القانون كانت دائماً في مجتمعنا الجديد من أكثر المؤسسات احتفاظاً واحتفالاً بالأدب الذي يموت. ومتابعة لهذا المعنى والدلالة يدرس الكتاب الموقف الحديث من قضية الانتحال بمعنى نسبة الأعمال لغير أصحابها من حيث علاقة ذلك بحقوق المؤلف وروح المجتمع.
ومتابعة لدراسة وضع الأدب الذي يموت بالمجتمع الحديث يدرس أثر التكنلوجيات الحديثة وانطواء ثقافة الكتابة وظهور ثقافة التلفزيون على وضع الأدب.
وفي الفصل السابع يدرس المؤلف قضية فريدة وهي قضية صناعة اللغة والصورة في المجتمع الحديث ولكن المهم في هذا الفصل هو متابعة السؤال: من يضع اللغة وما هي السلطة التي تضعها ومن يخترع وضع الكلمات وأعتقد أن هذا الفصل من أهم وأخطر فصول الكتاب وأصعبها على التصديق.
وتنتهي فصول الكتاب إلى فصل في نظرية المعرفة تحت اسم شجرة المعرفة يتابع فيه المؤلف وضع الأدب في شجرة المعرفة التي تصنع المكانة والمشروعية لموضوعات الدراسة والعلم ويربط ذلك بوضع الأدب في الجامعات وفي التعليم وتغير هذا الموضع مما يؤكد أو يحدد معنى موت الأدب.
وينتهي الكتاب بملخص لتلك المرحلة التي بدأت مع نهاية الأدب الرومانتيكي الحديث واستعداد المجتمع والعالم الأدبي لظهور نوع جديد من الأدب لا نعرف بالضبط ما هو وما هي قيمه الأساسية. وإذا كان الكتاب يحرص على هذا الحياد في الحكم عن المستقبل فنه يظل مصدراً ثرياً من الأسئلة والتساؤلات حول مستقبل الأدب في القرن الجديد وفي العالم الاجتماعي الذي تغيرت وتبدلت كل مؤسساته. إقرأ المزيد