تاريخ النشر: 01/01/2012
الناشر: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
نبذة نيل وفرات:مما لا شك فيه أن الصحابة الكرام هم صفوة رجال الأمة، وخلاصة أبنائها، وزبدة حقبها، تمثلت في أخلاقهم كل معاني الخير، وتجسدت في أحقالهم مبادئ الدين وأخلاق القرآن، حملوا الإسلام بين جوانحهم، لا يصدهم عن الذود عنه أذى وابتلاء أو وعيد واعتداء هاجروا الهجرتين، محتسبين عناء السفر، ومشقة الطريق، ...وفراق الأهل، وترك الأوطان، وشهدوا المشاهد مع الرسول، وخاضوا المعارك يرهبون عدو الله وعدوهم، حتى فتحت مكة، ودانت الجزيرة العربية، وترددت في آفاقها كلمة التوحيد، ثم حملوا الرسالة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أصقاع الأرض، فأشرقت بنور ربها، وسعد الناس بهذا الدين. وهم متفاوتون في المكانة والتقدير، متباينون في السابقة والمنزلة، فمنهم من تقدم بإسلامه، ومنهم من حظي بالهجرتين، ومنهم من شهد دوراً واحداً، ومنهم من حضر بيعة الرضوان، ومنهم من أسلم عام الفتح، غير أنهم كلهم عدول بثناء الله عليهم، لا يحتاجون مع تعديل الله لهم إلى تعديل أحد من الخلق ولمكانة هؤلاء الصحابة، عني العلماء بوضع الكتب التي تتناول حياتهم وفضائلهم ومروياتهم منذ وقت مبكر، بدأ في القرن الثاني الهجري مع "وكيع بن الجراح" ثم توالت المؤلفات التي عنيت عناية خاصة بهذا الفن، وتعددت طرائفها ومناهجها فاختص بعضها بأسماء الصحابة، وأنسابهم وكناهم، أو بمن أنزل منهم ببلد معين كالمدينة، وعنى الآخر بطريق من الصابة كالمهاجرين والأنصار.
ويأتي كتاب "حياة الصحابة" للكاند هلوي نسيج وحده بين تلك الكتب والمصنفات التي أفردت للصحابة، فلم يسلك مسلكها في تنظيم مادته. ولم ينهج نهجها في نظم الصحابة في طبقات، أو وفق ترتيب معين، وإنما جعل عن كتابه صوراً حية للصحابة، تنبض بالحياة، وتمتلئ بالحركة، فترى الأخلاق والمكارم واضحة المعالم والقسمات، تحسب بانفعالاتها، وتشعر بأنفاسها. وجعل المؤلف من أبواب الكتاب التسعة عشر معرضاً لحياة الصحابة في مواقفهم المختلفة، في إيمانهم بالله ورسوله، في بذلهم وعطائهم وسخاء أنفسهم في شجاعتهم وجهادهم، في أخلاقهم وشمائلهم وتحملهم للشدائد، في تصديقهم لله ورسوله، وفي سبيل ذلك استخرج المؤلف آلاف النصوص من بطون كتب الستة والتفسير والتاريخ التي تخدم فكرته، وتحقق هدفه، ثم أحسن تنسيقها وترتيبها في موضعها من الأبواب، فاستحالت خلقاً آخر، وازدادت إشراقاً ووضوحاً، ومن ثم ألغيت صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمثلة عليا في الخلق والدين وقدوة صالحة تحتذى من العلم والعمل، وهذا ما قصده المؤلف الكريم. إقرأ المزيد