راقصة المعبد "مسبوقة بقطعة "العوالم"
(0)    
المرتبة: 170,469
تاريخ النشر: 01/01/1939
الناشر: مكتبة الآداب
نبذة المؤلف:ملت بجسمي كله إلى النافذة أطلب الهرب بروحي وفكري... لكن الآلة الكاتبة بضجيجها، كانت في وجهي، على المائدة الصغيرة المتحركة التي بيني وبين صاحبي... فنهضت، وتركت له المكان، واتجهت إلى نافذة الممر في الجهة الأخرى... فاستوقفني!...
إنك لم تعطني عنوانك في "باريس"...
ومتى كنت أعطي عنواني أحداً، في "باريس" أو في غيرها.
وكيف ...أعثر عليك؟...
إياك أن تعثر علي... إني في باريس أريد دائماً أن أكون مثل السمك في الماء... فإذا كان للسمك في الماء عنوان؛ فإن لي في باريس عنواناً،،، أريد أن ينطبق على قول الشاعر "هنري هايني": "إن سألتم السمك في الماء كيف حالك أيها السمك؟... لأجابكم صاحبي يده عن العمل ونظر إليّ ملياً...
وأعمالنا هذه؟... والناشر.... إذا طلب حضورك التوقيع على عقود.... أأقول له إن عنوانك كعنوان السمك في الماء؟...
هذا ما ينبغي لك أن تقوله بالضبط...
فضرب "موريس" على مفاتيح الآلة الكاتبة ضربة أو ضربتين؛ ثم قال كالمخاطب لنفسه دون أن ينظر إليَ!...
أنا الذي كان يحسب أنك تنتهز الفرصة؛ فترى في باريس الأدباء الذين قرأوك، ويتصورونك بخيالهم الأوروبي رجلا ذا عمامة كعمامة "ابن سيناء"، ولحية كلحية "عمر الخيام"، وحريم كحريم "هرون الرشيد"، يعج بالجواري الحسان، والنساء ذوات العصائب والسروايل...آه،!... ما أعجب منظرك حقا بين الجواري والنساء...! أنت العدو اللدود للمرأة؟... شد ما أنتم عليه!؟... إنك تبغض المخلوق الوحيد الذي يستطيع أن يلهمك خير الكتب .... ياللنعمة الزائلة!... هذه الكتب التي كان مقدراً لها أن تخرج من هذا القلب النائم المتثائب... كن على ثقة أن هذه الكتب كنا ننشر بعضها تباعا في المجلات الكبرى، كما يفعل اليوم كتاب العالم المشاهير؛ فتدر علنيا الدنانير...إنك أيها الكاتب الشرق لا تعرف كيف تؤكل الكتف!... إقرأ المزيد