تاريخ النشر: 08/06/1905
الناشر: مكتبة الأنجلو المصرية
نبذة المؤلف:سأل رجل الفيلسوف اليوناني أرسطو: وما الجدوى من دراسة الجمال؟ فجاء الجواب العظيم من الفيلسوف العظيم : هذا سؤال رجل أعمى..
الذين أعمتهم في القرن العشرين المادة والتكالب هم الذين لا يتساءلون عن الجمال لأن القبح صار معيارا لحياتهم .. لقد امتلا عصرنا بكل مظاهر القبح والتفكك والتشوية .. امتلت ...الحياة بنثر الحياة .. تحكمت المادة .. انتشرت لغة البيع والشراء .. انفصمت العلاقات .. تمزق النسيج الانساني وما عاد الإنسان انسانا .. ضاع وسط البنايات والفتارين والدعايات والاعلانات .. فقد الفن جماله .. وطفت إلى السطح أغاني شارع الحمراء والأهرام .. كثر الابهار في موسيقى الجاز وأغاني الديسكو اخفاء لضعف المغنى الذى اعتمد هز الوسط لأن حنجرته ليس لها اهتزاز حقيقي بدفء العواطف والجمال.. طغت مسارح التهريج والاثارة ووجهت إلى الإنسان كاميرات خفية تستهدف السخرية من الإنسان .. طغت تعابير: هذا من جميل الستينات وذلك أديب السبعينات وكأن الأدب والفن موضة تتغير كل عشر سنين .. وبدل التجديد في الأسلوب والتكنيك حيث المشروعية الوحيدة للتجديد حدث التجديد في الأصول الفنية فنشأت قصيدة النثر والقصة التى عمادها الأشياء لا البشر وأصبح النثر والقصة الت عمادها الأشياء لا البشر وأصبح الأدب الضد هو الأدب السائد .. وبتناقض في التعبير جاء تعبير الرواية العلمية حتى يمكن تمرير العنكبوت والخروج من التابوت وجاء تعبير الراوية التاريخية أو المسرحية التاريخية تمريرا لأعمال عن دينشواى والفلاحين والأرض لا تخرج عن كونها ريبورتاجات صحفية.. وبدل أن يكون الرقص تحركا للجسم الإنساني في رحابة الحرية تلوى الجسد من أجل شئ آخر غير الجمال.. وبدل أن تكون السينما تفجيرا للطاقات الانسانية وتفجيرات للضحك من خلال المواقف اظهارا لأعماق الانسان غرقت السينما في عوالم الباطنية والمخدرات والغوازي والراقصات .. والنقد الذي كان يمكن أن يقف ضد مظاهر القبح ويرسم دربا جديدا للجمال فقد أعلامه من أصحاب الرؤى الجمالية والاجتماعية والنفسية وصرنا أمام نقد المدرسين واصحاب العواميد الصحفية.. باختصار : لقد فقد الجمال.. ضل الانسان طريق هدايته.. كان في يوم ما يسير على صراط الجمال ... وكما يقول الباحث الجمالى المعاصر الكسندر اليوت وإذا ما فقد الانسان صراط الجمال مرض.. ان صراط الجمال في الواقع يفقد أكثر بكثير مما يوجد.
والدراسة الحالية تلأتي من احتياج .. انها تشتشعر هذا المرض الذي طغى في القرن العشرين.. تأتي لا لتستسلم له بل لمحاولة محاصرته .. وكما يقال حقيقة لن ينقذ الجمال العالم، لكن الجمال في العالم يجب انقاذه.. وهى تدرك أن بومة الحكمة والتفلسف والتأمل لا تحلق الا والروح في عبش المساء والروح في حالة أفول محاولة ان تسهم اسهاما ولو ضئيلا في انقاذ روح الإنسان فلعل الجمال يرفرف بجناحيه ويعطينا- على حد قول أفلاطون - قدرة على التحليق فتخلق النفس الجميلة ونتجدد ونستيقظ من جديد .. إقرأ المزيد