تاريخ النشر: 01/01/2024
الناشر: دار ببلومانيا للنشر والتوزيع
نبذة الناشر:ولد نيقولا ماكيافيلي لثلاثة أيام خلت، وقال بعضهم: لخمسةٍ من شهر مايو عام ١٤٦٩ وكانت أسرته تنتمي لحزب جولف، وهو حزب أتباع البابا، ويرجع تاريخ مؤسسها إلى القرن التاسع، ولأمرٍ ما هاجرت تلك الأسرة في منتصف القرن الثالث عشر حوالي ١٢٦٠ ونحسب لتلك الهجرة ارتباطًا بانهزام مونتابرتي، ثم عادت إلى ...مدينة فيرنزه «فلورنسا» بعد ذلك، وكان لها نصيب من المناصب العامة، ونال عدد من أفرادها تكريم الشعب والحكومة، وقد أنتجت تلك الدوحة خلال ثلاثمائة سنة ثلاثة عشر قاضيًا «جونفالونير» وخمسين مصليًا «برير» أو رئيسًا، وكانت فئة الجونفالونير والبرير هي فئة زعماء الحكومة ورءوس القضاء.
وكان برنارد ماكيافيلي والد نيقولا مشترعًا وأمينًا على أموال أنقونة، وكانت أمه بارتولميية فرع دائحة عريقة في المجد والقدم، من أكرم وأسمى بيوتات سادة فيرنزه، ولكنَّ شرف مَحْتِدِ والدَيْ نيقولا كان أعظم من توفيقهما، إنما الفقر لم يُعِقْ هذين النبيلين عن تهذيب نجلهما، فأنبتاه نباتًا حسنًا، ودرَّبته أمه في صباه على قرض الشِّعر.
بَيْدَ أنَّ أخبار صِبَا نيقولا غير متوفرة لدينا، ولا نعلم عنه أكثر من التحاقه بديوان مارسيل فيرجيل أستاذ الآداب اللاتينية والإغريقية، وكاتم أسرار جمهورية فيرنزه، وذلك حوالي العام الخامس والعشرين من عمره، ثم وصل بعد ذلك بأربع سنين إلى منصب كاتب أسرار ديوان القضاة العشرة، وبقي فيها أربعة عشر عامًا وخمسة أشهر، قام في أثنائها بثلاث وعشرين مأمورية في الأقطار الخارجية عدا مأموريات كثيرة أخرى داخل البلاد.
وكان عهد اشتغاله بشئون حكومة وطنه عهدًا ذا عظائم، فكانت ألمانيا وفرنسا والبابا يتنازعون السلطة في إيطاليا، ويعتركون على مدنها وولاياتها، ويخطفون خطف اللصوص الطامعين أراضيها، تارة مخاتلة وتارة بقوة السيف والنار، وكان البابا في خطر دائم من دعاة الإصلاح أمثال القسيس المرسل جيورولومو سافونا رولا الذي كان يطالب بتقويم اعوجاج الكنيسة، وتغيير نظامها، وإحلال الديمقراطية محل الأرستقراطية. إقرأ المزيد